نشرت جريدة الشارع المغاربي حديثا مع حمادي صمود بمناسبة حصوله على جائزة إماراتية وأخرى تونسية عن كتابه الأخير والذي لفت نظري في حديثه ادعاؤه بأنه كان معارضا أيام حكم الزعيم بورقيبة رحمه الله وهو كذب محض لا تسنده وقائع فقد عرف عنه النأي بالنفس والبحث عن السلامة، ورغم أني منخرط في العمل السياسي منذ سبعينات القرن الماضي إلا أنني لم أسمع باسمه لا في عرائض ولا في بيانات ولا في مواقف معلنة رغم أن البلاد مرت بأزمات كبرى في العهدين السابقين ورغم أن النشاط السياسي لم تكن كلفته كبيرة إن توقف عند حدود البيانات والعرائض ولم ينتقل إلى ما يجرمه القانون، ادعاء النضالية أصبح سلعة رائجة اليوم ولنا في بعض الجامعيين أمثلة على ذلك كعبد السلام المسدي الذي كان وزيرا لدى الرئيس زين العابدين بن علي ولكنه بعد يوم البرويطة نشر كتابا كله افتراءات ادعى فيه هو الآخر أنه كان معارضا من داخل النظام وكذا حال المتحوّلة رجاء بن سلامة التي كانت تصطاد الفرص في حزب الوحدة الشعبية الذي يرأسه ابن خالة ليلى بن علي أو صخر الماطري وغير هذين كُثر، بالنسبة لحمادي صمود الأستاذ الجامعي وصاحب بلانصي حوت عُرف عنه أنه تابع لعبد القادر المهيري ولمن لا يعرف كان عبد القادر أمينا عاما مساعدا للحزب الاشتراكي الدستوري أيام كان محمد الصياح شفاه الله رجل الجهاز الحزبي وكلنا يعلم الدور الذي لعبه هذا الجهاز في أحداث 26 جانفي، في شهر ماي 1987 عُين عبد القادر كاتب دولة لدى محمد الصياح وزير التعليم في نفس الفترة ليغادرها صبيحة تغيير السابع من نوفمبر ويرفض التعامل مع النظام الجديد والذي نخلص إليه أن حمادي صمود كاذب فيما ادعاه لأنه كان أحد تابعي المهيري المحسوب على الجناح المتصلب داخل الحزب بقيادة الصياح مما يجعل من تصديقق هذه الفرية استهزاء بالعقول هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحصل المذكور على الجوائز والتكريمات في العهدين السابقين الأمر الذي يعني أنه بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولكن بعد البرويطة أصبح الجميع يفتش لنفسه عن سبوبة تقرّبا للبراوطية ولكن كبار الحومة ما زالوا أحياء وهم بالمرصاد حفاظا على ذاكرة الأمة من أن تلوثها أكاذيب الأحياء على الأحياء وعلى الأموات، بعد مغادرتنا اكذبوا كما تشاؤون.