وهكذا انطلقت في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال من اليوم الاثنين 29 جانفي 2018 أشغال المؤتمر 26 للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تحت شعار «الوفاء والإخلاص والبوصلة لفلسطين». جماهير غفيرة من القواعد والهياكل النقابية ومن أعضاء النقابات الأساسية وعدد كبير من الضيوف غصت بهم قاعة المرحوم الحبيب عاشور بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. استهل المؤتمر بكلمة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عبد الهادي بوجمعة الذي حيى الحاضرين من صفاقس وخارجها والمسؤولين النقابيين من فلسطين وخاصة الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي مذكرا بدور الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وبمحطاته النضالية التي خاضها من أجل الدفاع عن المنظمة وقواعدها. ثم تناول الكلمة الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حمادي سعد رئيس المؤتمر الذي أشاد بنضال نقابيات ونقابيي جهة صفاقس والدور الريادي الذي تحملوه في سبيل تأسيس منظمتهم العريقة الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الزعيم الخالد فرحات حشاد. وقد رفعت بين الفينة والأخرى شعارات أبرزها «الانسحاب الانسحاب من وثيقة قرطاج» «الاتحاد مستقل والقواعد هي الكل» «فلسطين عربية والنضال بالبندقية» «الشعب يريد عدالة جبائية». ثم تسلم الكلمة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الذي رحب بالحاضرين مذكرا بتاريخ صفاقس النقابي والوطني الناصع في سبيل تحرير البلاد وعزتها ومناعتها مشيدا بصفاقس التي جمعت حسب تعبيره بين الزيتونة والجزيرة والجامع الكبير والمسرح البلدي والحبيب عاشور بطل ملحمة 5 أوت 1947 ومشيدا بدور رجالها خاصة في مجال الابداع والفن والتربية الذين بوّؤوها مرتبة الصدارة في كل المناظرات الوطنية مؤكدا على أن صفاقس كانت ولا تزال العمود الفقري للاتحاد هذا الذي يريد أعداؤه أن يقتصر دوره على المطلبية مذكرا بدوره التاريخي قبل 1956 وبعده وبانتصاره على كل المؤامرات التي حيكت ضده (1965-1978-1983-1984-1985) ومضيفا أن الاتحاد دوره فعال في حل الأزمات وآخرها مشاركته الرائدة في الحوار الوطني وأن المنظمة اليوم تسعى بكل ثقلها لحل عديد الملفات الحارقة وأبرزها البطالة والتهميش والوقوف إلى جانب الجهات المهمشة ومساندة القضية الفلسطينية التي حسب تعبيره أحب من أحب وكره من كره أن تبقى القدس عاصمة أبدية لها. وقد توصّل المناضل النقابي زهير اللجمي (قطاع التجهيز) لافتكاك الكلمة بعد أن انتهى الأمين العام من القاء كلمته ليعبر عما يضيق به صدر النقابيين بسبب سياسة التجويع والتفقير والتهميش التي انتهجتها كل الحكومات المتعاقبة من 1956 إلى يوم الناس هذا مؤكدا على أن الشعب التونسي يعيش تحت هيمنة واملاءات صندوق النقد الدولي النهاب. تنافس شرس تعيشه صفاقس يومي 29 و30 جانفي 2018 على وقع المؤتمر من أجل الوصول إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بصفاقس في جويمكن أن نقول أنه فريد من نوعه في تاريخ الحركة النقابية بالجهة.