الشاشية التونسية كان جامع الجمعة يمتلئ بالمصلين يوم الجمعة فترى كل من فيه يلبس شاشية او عمامة. وهي نفس الشاشية التي لبسها (ماكرون) مجاملة او دعابة (لا يهمّ). كان الرئيس بورڤيبة يعقد اجتماعا شعبيا في بداية عهد الاستقلال فلا ترى الآلاف المؤلفة الا وقد لبسوا شاشية.. وهي نفس الشاشية التي لبسها (ماكرون). كان تلاميذ الصادقية وتلاميذ الزيتونة وتلاميذ المدارس الابتدائية يلبسون شاشية.. وهي نفس الشاشية التي لبسها (ماكرون) وطاف بها في اسواقنا يوم زارنا منذ ايام.. فنشرنا صورته وهو يلبسها في وسائل إعلامنا وكأنها عجيبة من العجائب. اين هذه الشاشية اليوم؟ غابت عن المصلين في المساجد، وغابت عن رؤوس التلاميذ. اين هذه الشاشية التونسية اليوم وقد كانت دعما للاقتصاد في الصناعة والتجارة؟ اين هذه الشاشية وقد كان لها تاريخ؟ من تاريخها ان الاندلسيين جلبوا معهم صناعتها.. من تاريخها انها كانت تلبس وتتدلى منها (نوارة سوداء) تسمّى (كبيطة) والكبيطه تستورد من الخارج. من تاريخها ان الحزب الدستوري التونسي بزعامة الشيخ الثعالبي قرر مقاطعة استيراد (الكبّيطة) لسبب وطني اقتصادي فصارت «الشاشية» تلبس بغير (كبّيطة) ويسمّونها (شاشية تستوري) بالتاء عوض الداء من (دستوري). هذه الشاشية قاطعها اغلب التونسيين اليوم. هذه الشاشية قاطعها اغلب التونسيين ولما لبسها (ماكرون) ركزت عليها وسائل الاعلام وكأن (ماكرون) ذكّرهم بعنصر من عناصر (الهوية التونسية). هذه الشاشية تخلى عنها التونسيون الكبار والصغار ولبسوا (البرنيطة). هذه البرنيطة مالطية.. هذه البرنيطة عرفناها ورأيناها على رؤوس المالطيين في عهد الحماية يوم كان بعضهم يربّي المعيز او يتخصص في البناء بتونس. فهل ستعود الشاشية الى رؤوس التونسيين عوض البرنيطة ما دام (ماكرون) الرئيس الفرنسي قد لبسها وطاف بها في اسواقنا وذكّرنا بها؟ أسأل وأحب أن أفهم