اذا اتفقنا على ان العلم في اي مجال قواعده واصوله فروعه من مكتشفات البشر. واذا اتفقنّا على ان كل علم فيه نظريات، وهذه النظريات يختلف فيها العلماء واختلافهم فيها ينتج عنه اختلاف في النتائج التي يتوصلون اليها. خذوا مثالا لتوضيح ذلك آية 14 من سورة (المؤمنون) (ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة المضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما). توقف العلماء مع قوله تعالى: (فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما) توقوفا فاختلفوا لأن كل واحد منهم له نظريته ومصباحه. اكد البعض بتوضيح وتفصيل ان الآية من معجزات القرآن تؤكد انها من كلام اله خالق الانسان وهو بخلقه اعرف، ودق بعض العلماء الطبول ليعلنوا بالقلم واللسان على منابر الثقافة ان هذه الآية فيها خطأ علمي ذلك ان العلم يقول: (ان اللحم يتكون قبل العظم وليس العظم يخلق قبل اللحم). هذا الموضوع الذي ورد في الآية مطروح بين العلماء منذ عشرات السنين إن لم اقل اكثر من ذلك. والذين ركزوا عليه نظرياتهم العلمية وانتهوا الى وجود شبهة في هذه الآية انما ارادوا ان يفسروا بالعلم الذي هو من صنع واكتشاف البشر آية من آيات القرآن الكريم.. وكأنهم بالاعلان عن هذه الشبهة امس واليوم قد انضموا الى قافلة طويلة تسير عبر التاريخ هدفها في مسيرها ابطال عيدة الايمان بالقرآن من كلام الله.. فهو اذن من تأليف محمد ومحمد بشر يخطئ ويصيب فهو لذلك ليس رسولا من الله بكتاب من الله. أليس من حقّي كمسلم ان اقول لهؤلاء: هل تدبرتم وبحثتم ودرستم بنزاهة العالم وتبين لكم: ان الدين الاسلامي من صنع البشر وليس من الله؟ هل يعني هذا انكم لا تؤمنون برسالة محمد وبأن القرآن من الله؟ اذا كان هو الذي توصلتم اليه فما الفائدة من هذه البحوث وما عرفتم منها؟ هل هو نفس الغرض والهدف الذي كان غيركم يريدون تحقيقه وهو مقاومة الاسلام بالتشكيك في حقه؟ (اسأل ولا احكم لكم ولا عليكم). أليس من حقي ومن حق كل مؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبالقرآن إماما ان اقول لكم: لماذا تريدون مني ومن المسلمين ان يقبلوا نظريتكم ويعيشوا في حيرة بالشبهة التي طرحتموها ولا يقبلوا تفسير غيركم من العلماء الذين رأوا الآية اعجازا علميا؟ أليس ايمان المسلمين بقول الله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه تنزيل من حكم حميد) هو الذي يجعلهم يرفضون نظريتهم وهم يؤكدون ويتأكدون من ان العلم لا يمكن له ان يكون قادرا على رفض الدين الاسلامي او التشكيك في بعض آياته لأن هذا العلم من صنع البشر وفيه بين العلماء خلاف بينما الدين الاسلامي قد ثبت للمسلمين انه من الله بالحجة والدليل والقرآن ثبت عبر القرون بإعجاز ما رأيكم؟ أسأل وأحب ان افهم