«إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيرا» (الاسراء آية 9) استنتج الباحثون بعمق أن مجموع الايات القرانية التي فيها اشارات علمية هو حوالي ألف ومائتي آية أي بنسبة 20 بالمائة تقريبا من المجموع الكلي لعدد آيات القران الكريم والبالغ (6236) آية وجدوا أن حوالي سبعين آية تحث على العلم وتشجع البحث العلمي وتثني على العلماء علما بأن الآيات الخمس الأولى التي نزلت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكانت تأمره بالقراءة والتعلم (سورة العلق 1-5) انظر اليها وقد وزّع هؤلاء العلماء الآيات القرآنية الكريمة المدروسة حسب الموضوعات العلمية كما يلي (العلوم الطبية) (416) آية الفيزياء (138) آية الأحياء (130) آية الفلك والكون (105) آية الجغرافية (98) آية الزراعة (89) آية، الرياضيات والاحصاء (79) آية، علم طبقات الأرض (69) آية، علوم البحار والانهار (35) آية، وسائط النقل (28) آية، أصل الانسان وبقية المخلوقات (27) آية، الهندسة (12) آية، الكيمياء (12) آية، لغة الحيوانات (8) آيات، وهناك أكثر من عشرين آية تنطبق على جميع العلوم المذكورة، كما أن هناك حوالي (170) آية قد تكرّر ذكرها في موضوعات علمية عديدة لاحتوائها اكثر من اشارة علمية (علمين أو اكثر) مثل الآية (164) من سورة البقرة والآية (5) من سورة الحج. ان مقصد البحث العلمي بلوغ الحقيقة. والقران ساعد على ذلك لاظهار البرهان العلمي والاعجاز العلمي. واظهار عظمة الخالق ودقة صنعه في مخلوقاته. فادرك الباحثون وجود توافق شديد بين العلوم التجريبية والمعاني الايمانية. فكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على نشر العلم قولا وفعلا، من أقواله : «أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء فمن أكرمهم فقد اكرم الله ورسوله» (روي عن جابر) «اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الاخرة» (روي عن انس) فأمر عليه الصلاة والسلام «علّموا ولاتعنّفوا فإن المعلم خير من المعنّف» (روي عن مجاهد). وأكد أنّ «قليل العمل ينفع معع العلم، وكثير العمل لاينفع مع الجهل (روي عن أنس) وبين فضل العلم في علاقته بالايمان «عليك بالعلم فان العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمة والرفق ابوه واللين أخوه، والصبر أمير جنوده. (روي عن ابن عباس) ذاك بعض القول أمّا الفعل فمثال ذلك موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في سراح أسرى غزوة بدر مقابل تعليم عدد م المسلمين العلم أي حرية الانسان مقابل ما يقدم من العلم للآخر. وكيف لايكون ذلك أعز مخرج فالعلم يخرج الانسان من الظلمات الى النور ومن الباطل الى الحق ومن الضلالة الى الهداية، ومن الغيّ الى الرشد، ويرفع من شأن الانسان الى اسمى درجات معرفة واخلاقا فالعلم بحر لانهاية لعمقه والانسان قاصر على استيفائه لقد قال القران الكريم عن فضل العلم وان علام الغيوب شجع على طلب العلم والاستمرار في البحث العلمي، والايمان الصادق المخلص يقول الله تعالى: «يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات» (المجادلة آية 11) فالخالق عز وجلّ هو الذي يهدينا لنتعلم ما لم نعلم، كل منا حسب استطاعته وذكائه وجهاده في كسب العلم والمعرفة والعلم من عند الله بدليل افادته تعالى لعباده «إنّما العلم عند الله» (الاحقاف آية 23) انسي بنو ادم ماذكره لنا القران الكريم أن الله «علّم آدم الأسماء كلّها» (البقرة آية 31) وكذلك أول آية نزلت في القرآن «اقرأ وربّك الاكرم الذي علّم بالقلم،علّم الانسان ما لم يعلم» (العلق آيات 3-5) وما أكده تعالى «الرحمان علّم القران» (الرحمان آيتان 1-2) هذا الكتاب المقدس «ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربّنا وما يذكر إلا أولو الألباب» (آل عمران آية 7) ويأمر الخالق علام الغيوب خاتم رسله بتبليغنا «هل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكروا اولوا الألباب» (الزمر آية 9) وعندما حاول كفار قريش طرح سؤال عن الروح «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا» (الاسراء آية 85) فكان الجواب ان الفكر البشري مازال بعيدا عن كسب سعة هائلة من العلم ولهذا ينهى الخالق مخلوقه خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام «ولاتعجل بالقران من قبل أن يقضى اليك وحيه وقل ربي زدني علما» (طه آية 114) وتزيد هذه الآية توضيحا «ولايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء» (البقرة آية 255) أي بمشيئة الله الخالق وبكرمه ومنه. هذا ماجعل العلماء يخشون الله «انّما يخشى الله من عباده العلماء» (فاطر آية 8) أليس من حقي أن أطرح على الذين يحللون ويحرّمون حسب اهوائهم هذه الأسئلة ليجيبوني عنها؟ «أأنتم أعلم أم الله» (البقرة آية 140) حتى تتجرّؤوا على الجدل بغير علم «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى» (الحج آية 8 ولقمان آية 20) «أم تقولون على الله مالاتعلمون» (البقرة آية 80) «فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لاتعلمون» (آل عمران آية 66) فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون» (البقرة آية 22) «ان الله عنده علم الساعة» (لقمان آية 34) اذا كان الخالق رب العالمين يقول لخاتم رسله «فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب» (البقرة آية 40) «ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس آية 99) وفي سورة البقرة نهى «لااكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغيّ» (البقرة آية 256) فالايمان مسؤولية ذاتية بين الانسان وخالقه وليس بين الانسان والانسان واقصد الايمان بوحدانية الله وبمضمون العقيدة الاسلامية.