ألفة يوسف استاذة جامعية. ألفة يوسف اشتغلت بالحديث والكتابة والتأليف حول الاسلام والمسلمين. تكتب في جريدة «الصريح» يوم أن كانت يومية. وتكتب كل يوم سطورا في «الصريح» الرقمية وكتاباتها تثير القارئ. مما كتبته أخيرا انتقادها لظاهرة المساجد الفاخرة والمجهزة بالمكيّفات. وفي هذه السطور تصوّرت أن المسلمين كانوا بذلك يتقرّبون الى الله. فهل تسمح لي أن أقول لها: لقد أخطأت في تصوّرك، واتهمت المسلمين المصلين بما لا يعتقدونه. هذه المساجد الفاخرة ظهرت لما اختلط العرب المسلمون بغير العرب في البلدان والمدن المفتوحة فوجدوا الكنائس جميلة فاخرة فرأى قادة المسلمين أن تكون مساجد المسلمين مثلها فاخرة حتى لا يشعر المسلم بنقيصة. وأطوي مراحل التاريخ لأصل بك الى عهد بورڤيبة. في عهده اعتبرت المساجد مرافق سياحية ولذلك حرص بورڤيبة على ترميمها وبعث مظاهر المفاخرة فيها ومنها إضاءتها بالثريّات. أنفق الكثير في جامع الزيتونة، وفي جامع عقبة كمثال. أعاد تشييد جامع العبيديين بالمهدية وافتتحه بنفسه في حفل كنت حاضرا فيه. أذكر وأشهد أنني حضرت سنة 1959 حفل المولد النبوي وكان بحضور بورڤيبة وفي هذا الحفل علّقت أكبر وأضحم وأطول (ثريا) قيل إن بورڤيبة الابن اشتراها من ايطاليا ليزيّن بها الجامع، ولما تبيّن أن سقف الجامع لا يتحمّل ثقلها أهديت الى قاعة الافراح ببلدية صفاقس فاستغلتها ماليا. وأنت تذكرين قصة وتاريخ (جامع العابدين) بقرطاج، فقد كان مشروع زين العابدين بن علي، وجمع له المال واستجداه من الخليج أمين مال المشروع قاسم بوسنينة، فكان فاخرا في شكله وتجهيزاته ومصابيحه وثرياته ومكيّفاته بطلب من بن علي لا من المصلّين، وكل ذلك بدافع السياسة وليس للتقرّب من الله وليكون له أثرا في تاريخه. أنا معك أقول: إن هذه الثريات والمكيّفات اسراف وكنت أتمنى أن تصرف الاموال التي رصدت فيها في مدارس وبيوت للفقراء الذين يبيتون في كوخ أو في العراء وصدقيني إن قلت لك: لقد وجهت مرارا بعض أيمة المساجد بعد صلاة الجمعة الى أن إيقاد المصابيح والثريّات والشمس تغمر المسجد بضوئها حرام، قَبِلَ الأيمة توجيهي ولم يعارض ذلك المصلّون لأنهم لم يكونوا يتقرّبون الى الله في الصلاة بالمكيّفات وإن كان بعض من جهّزوا المساجد قصدوا بها ثوابا. ما قولك يا صديقتي في الاعلام ألفة يوسف؟ أسأل وأحب أن أفهم.