"بين اتحاد الشغل والحكومة .. هل فقدت حكومة الشاهد سندها الاخير؟" و"حكومة الشاهد تلوح بالحل الامني في أزمة الفسفاط .. ماذا بعد؟" و"تونس الى أين؟" و"انتهى وقت الجلوس على الربوة"، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء. سلطت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم الضوء، على التصريحات التي وصفتها ب"القوية"، للامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أمام المؤتمر الجهوي لاتحاد الشغل بتونس العاصمة والتي قال فيها ان الاتحاد لن يكون شاهد زور وان لانتائج عمل الحكومة كلها سلبية في رسالة شبه واضحة بأن رفض صاحب القصبة اجراء تعديل هام في بعض مواقع القرار، كما نصحته بذلك المنظمة الشغيلة، قد يؤدي بالمركزية النقابية الى المطالبة بتغيير شامل قد لا يستثني هذه المرة رئيس الحكومة نفسه. واعتبرت أن عديد المؤشرات تؤشر على ربيع ساخن في تونس قد تلعب فيه الحكومة احدى ورقاتها المصيرية اذ ستكون شبيهة بجند طارق ابن زياد .. الاحتجاجات الاجتماعية وراءها واتحاد الشغل أمامها بينما ستقف أحزاب الحكم على الربوة اذ ستكون مركزة خلال الاسابيع القادمة على الانتخابات البلدية ولا يتوقع أحد أن يتدخل بصفة جدية في هذه الصراعات القادمة في انتظار مالات هذا الربيع الساخن ومدى قدرة حكومة الشاهد على الصمود وعلى انجاز ما تعهدت به من صرامة في التعامل مع كل من يتسبب في تعطيل الانتاج في الحوض المنجمي أو في غيره. ورأت (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أنه كان على حكومة الشاهد أن تقر بالضغوط الكبرى المسلطة على ميزانية وعجزها على تغطية مطالب مواطنيها المشروعة اضافة الى فشلها في اقناع الاستثمار الاجنبي الذي عولت عليه كثيرا لدفع حركة النمو كان عليها أن تقر بكل ذلك وهي تدركه وتعيه وأن لا توزع خيباتها وأن لا تعلقها على شماعة "فسفاط قفصة" مشيرة الى أن الشاهد عول على ثقل اتحاد الشغل لحل أزمة الفسفاط لكن الاتحاد لا يمكن له في كل الاحوال أن يقوم مقام الحكومة وأن يلتزم بما يمكن أن تخل به فيكون بذلك شاهد زور على حد تعبير أمينه العام لذلك انسحب، والواقع أن الحكومة هي التي كانت مطالبة بالتفاوض والذهاب في الحوار الى أقصاه وأن لا ينهيه بهذه الانفعالية وبهذا التصعيد. واعتبرت (الصباح) في افتتاحيها اليوم، أن ما يؤلم اليوم حقا هو الانخراط الفاضح للسياسيين في لعبة انهاك الدولة والذي تساهم فيه أطراف داخل المنظومة الحاكمة وخارجها لغايات حزبوية ضيقة أو لمنفعة ذاتية تكشف عن أنانية مفرطة لاشخاص، يفترض انخراطهم في العمل السياسي أو اشتغالهم في منظومة الحكم، الترفع عن كل ما هو ذاتي والانصهار الى حدود الذوبان في خدمة الوطن مبرزة أن ما تعيشه البلاد من عجز عن استعادة هيبة الدولة ومؤامرات ودسائس وأنانية وانسداد للافق يدفعها بخطى حثيثة نحو المجهول الذي لن تكون عواقبه في كل الحالات الا وخيمة اذا لم يتم التدارك بسرعة، وفق تقدير الصحيفة.