الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تصحّ العبادة فيها على صعيد الأرض بشرط الطهارة أما التباري في بناء المساجد وتأثيثها والصرف ببذخ لإبهار المشاهدين فلا يمكن عدّه إلا من باب السفه الذي كان من المفروض أن يعاقب عليه القانون، وتصل الجهالة بالبعض إلى الاعتقاد بأن المساجد هي فعلا بيوت الله فيتسابقون إلى تأثيثها بكل ما ارتفع ثمنه من مكيفات وسجاد وثريات وغير ذلك والحال أن بيوت الله هي قلوب المؤمنين وليست مباني المتاجرين بالدين والمتمعشين من غباء البسطاء والسذج من المؤمنين، ما جرني إلى هذا هو ما نقلته وسائل الإعلام نقلا عن وزير الشؤون الدينية من أن مواطنا ابتنى مسجدا يتسع إلى 6000 من المصلين بكلفة تفوق المليار، واللافت للانتباه أن يتم كل ذلك في غفلة من السلط الرسمية التي كان عليها أن توقف هذه الجريمة، صحبة هذا تجدون أكمل ترجمة للمرحوم علي صوة وهو من أشهر المحسنين وبذكائه الفطري لم يبني المساجد فقط بل أسس المستشفى في قصر هلال والمدرسة ودارا لسكنى الطلبة في تونس وغيرها من المشاريع التي أفاد بها أيامها وما زالت قائمة إلى اليوم، فدوام الذكر يكون بما ينفع الناس وليس ببناء المساجد للرياء والتباهي، رحم الله الحاج علي صوة وأجزل ثوابه.