إمتلأت صفحات التواصل الإجتماعي بالقائمات التي ضمنها أصحابها ، من أفراد ولوبيات ، أسماء من ألبسوهم بدلات وزراء في حكومة جديدة قالوا أن بعض الأحزاب تعمل مع الإتحاد العام التونسي للشغل والإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية على تشكيلها لتعويض حكومة يوسف الشاهد ، أسماء إنتشلوها من غياهب الماضي وأخرى من دهاليز النسيان وطراطير من بلاتوهات العار وقلة الحياء وبعض المتشعبطين الذين لم يكلوا يوما من "التمرميد" ولم تردعهم أو تحد من انفلاتهم الإهانات المتراكمة ، والكثير من "المتوزرين" الأزليين وهم الحاضرون في كل وليمة تحوير أو تشكيل وزاري منذ العهد السابق وعدد لا يستهان به من" مرشحي أنفسهم" ، أصحاب إستراتيجية " خلي الإسم يدور " !!! لم تكن هذه التسريبات بريئة فوراءها يقف أفراد فاعلون ولوبيات معلنة وأخرى في الظل وجهات داخلية وخارجية تسعى إلى وضع منظوريها في الواجهة ، وأحزاب تناور ! أما الأهداف والغايات وحتى المقاصد فمختلفة ، أولها وأهمها على الإطلاق ،التشويش على رئيس الحكومة وإرباكه ، وثانيها الرمي ببعض الأسماء في " المحرقة" ، وثالثها إطلاق بالونات التجريب لرصد ردود الفعل ، بالإضافة إلى محاولة التأثير على صانعي القرار. تؤكد هذه الممارسات "البدائية" ، مرة أخرى، أننا أبعد ما يكون عن القيم الديمقراطية ، والطريق أمامنا طويلة جدا ، هذا إذا ما كنا حريصين فعلا على مواصلتها !!! لقد أهملنا ، مع الأسف الشديد ، جوهر الديمقراطية وتخلينا على شروطها و0لتزاماتها وتمسكنا في المقابل بقشورها فحولناها إلى ممارسة فلكلورية ! وتلك هي أبشع أنواع إنتهاكها. إن المشكل الرئيسي الذي يعاني منه الوطن والشعب منذ أكثر من سبع سنوات لا يختزل في تغيير حكومي قد ينجح في إرضاء الأطراف الفاعلة وقد يفشل وإنما في مدى جدية وواقعية ما يوصف ببرامج الإنقاذ التي يعلنون عنها ب0ستمرار دون أن يظهر في الأفق ما يؤكد أنها قابلة للتطبيق ، فالبلاد دخلت النفق المظلم وتدحرجت في التصنيف الدولي إلى أسفل السافلين ، و0نهارت عملتها بشكل كارثي و0ختل ميزانها التجاري وتجاوزت نسبة تداينها الخطوط الحمراء ، ومع ذلك مازال ساستها مشغولين بتوزيع المناصب في ما بينهم ، وبعث المزيد من الدكاكين الحزبية ، وغيرها من المسائل التي تؤكد أنهم يحلقون بعيدا عن الواقع السائد وما يعتمل فيه من تفاعلات تنذر بالويل والثبور . هل هو الجهل والقصور المعرفي ، أم هي اللامبالاة ؟! سؤال يردده التونسيون بحرقة بالغة وقد إختلطت عليهم السبل .