كانت الساعة تشير الى العاشرة ليلا عندما غادر عصام بيت حبيبته المعلمة ...ولم يكن كالمزطول فحسب...بل كان في ذروة الزطلة..لقد انسته حبيبته من يكون..واعطته من اللذة..و(الهبلة)..و(الشيخة) ما لم يذقه من قبل...وسبحت به في بحر العسل الذي لم يكن يعرفه...كان يعرف البحر الابيض المتوسط...والبحر الاسود...وكل البحار المعروفة...اما بحر عائشة العميق...الهائج....الغامض...الساحر...الحلو حلاوة العسل فانه لم يكن يعرف انه موجود فوق الخريطة...وعاد الى الحومة وهو يهذي...ومذهول...و(مكوخر)..و(هابل)..ليجد امه في (راس النهج) تنتظره بشوق ولهفة ما ان راته حتى احتضنته بحنان وقالت له (علاش وخرت وليدي ...راك فجعتني عليك...علاش تعمل في اميمتك هكة..تعرفني مريضة ونخاف عليك...انت وبوك برشة على اميمتك)...طبع بوسة على راسها ..ثم على يدها..(علاش يا اميمتي خايفة..ولدك راجل..والليلة زدت تاكدت اللي انا راجل)...وقاطعته بقولها (ما نحسك اللي وليت راجل كان كيف تنجح في البكالوريا...انجح ومن بعد اسهر كيف ماتحب...اما توة ما نعرف كان القراية)...ووعدها بالنجاح ..والتفوق..وبانه سيحقق لها حلمها...وشمت عليه رائحة الخمر...وشكت فيه...ولكنها ابعدت هذا الظن ...و(لعنت الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس)..وتركته (يعمل دوش)..وذهبت لتعد له طعام العشاء وقد تظاهر بانه جائع ومرهق بعد فترة مراجعة (الماط) ساعات و ساعات مع استاذ تطوع ليعطيه دروس تقوية هكذا لوجه الله و(بلوشي)..وقد عبر عصام لامه عن عرفانه بالجميل لهذا الاستاذ النبيل ..وقال لها وهما يتقاسمان ما اعدت من طعام..(اش باش نحكيلك يا اميمتي على هذا الاستاذ ...عبقرية..وذكاء..راهو اعطاني درس مانيش باش ننساه طول عمري..ومااحلاه كيف يبدا يفهم..والله ما فهمني كان هو)..ووعدته(العزوزة )بان تدعو له بالرزق والستر وحسن العاقبة فهو يستحق كل خير..وطلب منها ان تدعو الله بان يوثق علاقتهما اكثر..وبان (يحننو عليه اكثر فاكثر)..ووعدته بان تفعل ذلك حالا ..وقامت لتصلي وهي تقول له (برة وليدي يحنن عليك القلوب الكل..ويفتحها في وجهك..ووين تقبل تربح)..فاستوقفها ليقول لها (وزيد اميمتي اطلب من ربي وقلو يعطيني عيشة...عيشة راضية مرضية)..والح عليها على استعمال كلمة عيشة بالذات... وذهب الى غرفته ليترك العزوزة تخاطب الله المستجاب والقى بنفسه فوق الفراش كيفما اتفق...وراح يستعيد شريط العسل مع المعلمة الحبيبة...ما المعلمة نار الله الموقدة...ومع عائشة الزطلة...ولم تنقطع مشاهد الشريط الا عندما تذكر ان يسالها عن الفيلا..وعن سر الحجاب..وعن التدخين والكؤوس...انها اصبحت كاللغز...ولام نفسه على تورطه معها قبل ان يفهم حقيقتها..وخفايا وخبايا حياتها..ولكنه سرعان ماانهار امام سطوة الشريط...فعاد يسترجع لذة ما عاشه معها ..واعترف لنفسه بنفسه انه اضعف من ان لايتورط معها...فهي الزطلة التي استبدت به منذ طفولته...وهي صاحبة الصدر الذي عذبه طويلا..وتمناه طويلا..واشتهاه طويلا...وكان يريد ان يضع راسه فوقه ويبكي..ويطلق (النواح للصباح)...