استجاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم لدعوة الرئيس دونالد ترامب وسيزور واشنطن يوم العاشر من أبريل للتحادث مع الرئيس الأمريكي حول أهم القضايا الساخنة التي تعيشها شعوب الخليج والشرق الأوسط، و يتوقع المراقبون أن تكون المحادثات صريحة تنبع من قناعات دولة قطر بأن أمن المنطقة الدائم لا يتحقق إلا بالعدل السياسي المنتظر أن تشارك في إقراره واشنطن حسب ما يمليه القانون الدولي، وأول شروط هذا العدل هو أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه في إطار حل الدولتين، وهو الحل الذي اتفق العالم بأسره على اعتماده وضمنه مشروع الملك المرحوم عبدالله بن عبدالعزيز فيما قدمه سنة 2002 وتبناه كل القادة العرب آنذاك، وبالطبع لا يمكن أن تقبل دولة قطر باستمرار حصار جائر غايته سلب قطر سيادتها واستقلال قراراتها وحرية خياراتها، أما ما يمهد له بعض القادة من تمرير ما سموه بصفقة القرن على حساب حقوق الشعوب، فإن الزمن القريب القادم كفيل بإجهاضه بفضل استمرار المقاومة الفلسطينية لاحتلال غاشم مدان أمميا و ستتواصل أيام الجمعة الانتفاضية السلمية رغم تساقط الشهداء العزل برصاص الاحتلال. يعتقد المحللون الغربيون أن لقاء صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بالرئيس الأمريكي سيكون لقاء الصدق مع الشريك الأمريكي ولقاء الوفاء للمبادئ التي تأسست عليها الدبلوماسية القطرية منذ عشرين عاما، والتي كانت وما تزال منصة استتباب الأمن ومنطلق نبذ العنف واجتثاث الإرهاب في المنطقة وفي العالم. سيتم هذا اللقاء بينما تهرول عديد الدول العربية نحو إرضاء القوى العالمية القامعة للحقوق العربية، في حين تظل دولة قطر صامدة شامخة لا تلين لأن قيادتها أسست بنيانها السياسي على المبادئ الوطنية والقيم الأخلاقية دون السقوط في المزايدات على الحق أو التفريط في الواجب. هنا يكمن الفرق بين المنخرطين في مخطط ما سمي بصفقة القرن وبين الماسكين باليد جمر الحق. هل من عاقل يشك اليوم في أن غاية الصفقة التي نسبت للقرن هي أولا تصفية القضية الفلسطينية تماما بالقوة لا بالدبلوماسية تلك القوة الغاشمة التي أطلقت النار على متظاهرين من أبناء الشعب الفلسطيني ليس مع واحد منهم سلاح و لا حتى عصا و لا حجر، فاستشهد من الأبرياء العزل واحد وعشرون من جميع الأعمار و سقط ألف وخمسمائة جريح تلك القوة الغاشمة التي لم تعد تواري سوأة التمييز العنصري والتصفية العرقية ضد شعب مسالم تعرض لأكبر وأفظع مظلمة في القرن العشرين، تمثلت في تعويض شعب أصيل بشعب دخيل، فيما يسمى مظلمة القرن التي ابتدعوا لكي ننساها ما يسمى بصفقة القرن لطمسها وتحويلها إلى أرشيف التاريخ كما وقع للأندلس منذ قرون! تلك القوة الغاشمة التي أعلنت مدينة بيت المقدس عاصمة للدولة العبرية ضد إرادة 148 دولة من كل قارات العالم وضد قرارات الأممالمتحدة، وفي حلقة أولى من مسلسل تنفيذ صفقة القرن! نحن ندرك أن هؤلاء المهرولين لن يغفروا لقطر كسرها لحصار غزة وإعادة إعمار القطاع و بناء المستشفيات وتزويد القطاع بالماء والكهرباء! لن يغفروا لقطر إعادة إعمار جنوبلبنان الصامد و المشاركة في تحريره من الاحتلال! لن يغفروا لقطر مساندتها الطبيعية لطموحات الشعوب للحرية والديمقراطية! لن يغفروا لقطر كسر حواجز الكبت وقمع الرأي المختلف بأداة قناة الجزيرة الرائدة! لن يغفروا لقطر تأسيسها لمركز حوار الأديان وعقدها لمؤتمرات تحالف الحضارات التي كانت الأساس لاجتثاث الإرهاب الفكري واقتلاع التطرف باسم الدين من أرض الجزيرة! لن يغفروا لقطر عمليات اجتثاث فكر الإرهاب من جذوره بواسطة العلوم والتربية واحتضان العلماء والباحثين! لن يغفروا لقطر دبلوماسية الموازنة الحكيمة بين الدول الشقيقة والجارة في علاقاتها الخارجية، حيث ترفض قطر تصنيف منظمات فلسطينية تقاوم الاحتلال كمنظمات إرهابية في أكبر عملية تدليس للتاريخ! لن يغفروا ولن يغفروا ...ذلك الموقف الشهم من ملفات القهر المسلط على الشعوب المستضعفة فيما يسمى النظام العالمي الأطلسي الجائر! ثم إن الرأي العام العالمي لن ينسى أن قطر أدانت بصراحة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل تدين فرض منطق القوة الذي يؤدي إلى العنف بانتهاك حقوق الشعوب وتستمر في انتهاج سبيل الحوار والدعوة إليه دون أن تتاجر بحقوق الشعوب وتتنازل عنها. سيكون يوم 10 أبريل في واشنطن عبر لقاء الرئيس الأمريكي وحضرة صاحب السمو أمير قطر تتويجا للحكمة السياسية والوعي الحضاري لدولة قطر