علقت مجلة «لوفيغارو» على هروب الرئيس المخلوع بن علي وعائلته بأنها عصابة جثمت على البلاد التونسية واستطاعت أن تنهب حوالي أربعين بالمائة من مواردها الاقتصادية وأفلحت في إحكام قبضتها الحديدية على كامل دواليب الحكم. الأخطبوط وتشير التحريات الأولية أن عائلة بن علي وأصهاره مثلوا أخطبوطا تغلغل في مختلف القطاعات الاقتصادية من التجارية إلى الخدماتية ولم تسلم البنوك من هيمنتهم المتصاعدة. التقديرات الأولية للخبراء التونسيين تشير إلى أن الاختلاسات والأنشطة الاقتصادية المشبوهة والمتحررة من كل الضوابط المالية كانت تكلف الاقتصاد التونسي خسائر مالية تناهز المليار دولار. ويبقى الوصف الذي أطلقه «بيتريس هيبو» أحد خبراء المركز العالمي للبحوث العالمية أكثر تعبيرا إذ أطلق على عصابة بن علي والطرابلسية لقب الوحوش المفترسة باعتبار نجاحهم في التسرب إلى كل القطاعات الاقتصادية التونسية وإجبار أصحابها على مشاركتهم دون بذلهم لأية اعتمادات مالية واستحواذهم على مشاريع استثمارية بمبالغ بخسة. وتؤكد الحقائق أن عشيرة الطرابلسية كانوا يفرضون كشركاء في عديد المشاريع الأجنبية التي انتصبت بتونس والفضل في ذلك يعود إلي مهندسة «آفاريتهم» ليلى الطرابلسي بمباركة من زوجها بن علي. وكان الطرابلسية يتسلحون بعصا الزجر المالي لردع كل من تخول له نفسه من رجال الأعمال رفض شراكتهم أو التفويت لصالحهم في منافع من أنشطتهم ومداخيلهم الاقتصادية وهو ما يؤكد أن الأجهزة كانت لعبة في أيدي العصابة. واستند بعض الخبراء خلال تفسيراتهم لأسباب تصاعد ونفوذ الطرابلسية إلى إمساكهم بزمام الدوائر المالية ومتابعتهم اللصيقة لآخر صعود رجال الاقتصاد التونسيين والمؤسسات الناجحة لتكون خطواتهم التالية وهي الانقضاض والاستحواذ عليها. من الاستحواذ إلى البيوعات الخيالية وتتناقل المصادر حقائق عن التهام سليم شيبوب صهر بن علي لسوق المواد الصيدلانية واستحواذه على أراضي بأثمان رمزية باعها بأسعار خيالية كما برز مروان مبروك بصعوده من خلال بعثه لمعرض سيارات فاخرة وانتزاع تمثيلية مشغل الهاتف الجوال «أورانج» بتونس. وتبرز عائلة الطرابلسي مافيا تتزعمها ليلى ويحظى فيها شقيقها بلحسن بامتيازات عديدة أتاحت له بعث «طيران قرطاج» ومصانع تركيب أنواع من الشاحنات فضلا عن هيمنته على سوق استيراد السيارات ليصل نفوذه إلى الساحة الإعلامية من خلال دخوله شريكا في إذاعة «موزاييك» إضافة إلى بعثه عديد المشاريع السياحية والخدماتية. ولا يقل صخر الماطري دلالا عن بلحسن بما أنه أسس لوحده ساحة اقتصادية مختلفة القطاعات عززها بقاعدة إعلامية من خلال إذاعة الزيتونة ودار «الصباح». وتبقى فضيحة التفويت في المؤسسة العمومية دار النقل تونس لفائدة الماطري من أكثر القرائن المؤكدة لمباركة الرئاسة حينها لاختلاساته إذ تم التفويت فيها ب 30 مليارا والحال أن الخبراء أكدوا على أن قيمتها الحقيقية تساوي 300 مليار. وتتناقل عديد الأوساط المطلعة أن بلحسن الطرابلسي لهف عمولة تتراوح بين 30 و50 مليارا من الصفقة التي أبرمتها اتصالات تونس مع مشغل من دبي.