امريكا : سيتم ترحيل أكثر من نصف مليون مواطن أجنبي    عاجل : أنس جابر تنسحب من بطولة ميامي للتنس    المدة الزمنية لمكوث هلال شوال بعد غروب شمس يوم 29 رمضان بتونس    تحذير من وزارة الصحة : احذروا مخاطر تناول البيض الغير المطبوخ جيدًا    تفاصيل عن حادثة اعتداء عائلة عون سجون معزول بالعنف الشديد على عون أمن أمام مقر عمله    من قصص الأنبياء ..سيدنا سليمان عليه السلام.. وفاة سليمان (9)    نفحات قرآنية ..العفو والتسامح من أعظم خصال الإسلام    كتاب الشروق المتسلسل (23) الحسن بن علي، سيّد شباب أهل الجنّة .. خفايا الصلح    شخصيات مغمورة.. الحارث بن أسد المحاسبي (8) .. سلني عما يقع في نفسك..لأكتب !    طقس الليلة.. مغيم جزئيا بأغلب المناطق    العرب ضحايا للعالم القديم والجديد ...من أفسد الآخر الأنظمة أم الشعوب؟تمثل الأوضاع المزرية والمخزية للأمة العربية انعكاسا لفحوى خطاب الرئيس قيس سعيّد في قمة الرياض عندما حذّر العرب من السقوط ضحايا للعالم الجديد مثلما كانوا في العالم القديم.    ليالي سليمان للمقامات الأندلسية .. تذكير بجذور المدينة وموروثها الفني    الجزائر.. خطة عاجلة لمواجهة الجراد الصحراوي    المنستير : انطلاق معرض بنبلة للحرف والصناعات التقليدية    على هامش تربص طبرقة ... المنتخب يُلغي «المركزية» ويدعم السّياحة التونسية    أخبار قوافل قفصة ... عزم على حسم البقاء واسعاد الأحباء    خلال إشرافها على أول اجتماع بالفريق الوزاري.. .رئيسة الحكومة تدعو الى الانسجام والالتزام بسياسات الدولة    القطاع الفلاحي: منح للمستثمرين ب 143 مليون دينار في 2024    عاجل : 31 مارس الحالي آخر اجل للانتفاع بالعفو الاجتماعي    منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية يدعو إلى تغيير السياسات المائية المتبعة منذ عقود    قفصة : افتتاح مهرجان المدينة بالقطار في دورته الرابعة    وفاة اللاعب الدولي الجزائري السابق جمال مناد    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: نتائج الجولة التاسعة والترتيب    كأس تونس للكرة الطائرة: نتائج مباريات الدور ربع النهائي    شركة عجين الحلفاء والورق تصنع 2000 طن من الورق المخصص لطباعة الكتاب المدرسي والكراس    وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية : دعوة للمشاركة في الصالون الدولي للفواكه والخضر "ماكفروت 2025"    شيري تحتفل بالعيد بعرض استثنائي !    اليمن.. خلاف على لعبة "PUBG" ينتهي بمقتل شقيقين    سليم دمّق يكشف عن هدية وزير رياضة سابق    الأردن: السلطات النقدية تحافظ على نسب الفائدة عند %6.5    حيوان مفترس يتسلّل من مصر ويهاجم جنود الاحتلال    لطيفة القفصي تُنهي الجدل بشأن اللهجة ''القفصية'' في وادي الباي    وفاة الملاكم الأسطوري جورج فورمان...ما علاقة محمد علي كلاي؟    احتجاجات تركيا: الشرطة تعتقل اكثر من 340 شخصا.. #خبر_عاجل    عاجل/ بشرى سارّة لأهالي صفاقس..    150 مشروعا مشتركا: "اليونيدو" تعزز تعاونها مع تونس    وزيرة الشؤون الثقافية تطلع على سير تقدم الاستعدادات لتنظيم معرض تونس الدولي للكتاب    منظمة إرشاد المستهلك تدعو العائلات لصنع الحلويات في المنزل.    الهوارية: إيقاف تلميذيْن من أجل تورّطهما في سرقة منزل    ارتفاع صادرات تونس نحو التشيك إلى 33 بالمائة    لبنان.. اتصالات لاحتواء "صواريخ الجنوب" وعون يدعو لمتابعة جدية تلافيا للتداعيات    ديوان التونسيين بالخارج يكشف عن تعرّض تونسيين للتحيّل في دول الخليج.. #خبر_عاجل    عاجل/ الجيش السوداني يستعيد مواقعا حيوية في العاصمة الخرطوم    الإفريقي: الانطلاق في بيع تذاكر دربي العاصمة    الجبل الأحمر: هذا ما تقرّر ضد شاب حوّل وجهة طفلتين قاصرتين واعتدى عليهما.. #خبر_عاجل    منوبة: مشاركة 300 تلميذ وتلميذة في النصف النهائي للبطولة الوطنية لألعاب الرياضيات والمنطق    فضل الدعاء في العشر الأواخر من رمضان    أخطاء حدثت في مسلسلات رمضان 2025    أصحاب فصائل الدم هذه معرّضون للسرطان أكثر من غيرهم..    السكك الحديدية تعلن عن جدول سفرات خاص بالآحاد والأعياد على خط الضاحية الجنوبية اليوم السبت    وفاة 6 تونسيين في حادث مرور بليبيا.    تونس: شاب أجنبي أمام المحكمة في قضية بيع أسلحة    عاجل/ هذا أبرز ما جاء في مكالمة سعيّد وماكرون    أمريكا ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط    قفصة: مكسب صحي جديد بالمظيلة    عاجل/ الصيدلية المركزية: تونس تصنع 80% من حاجياتها الدوائية    اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة مع بعض الرياح القوية بهذه المناطق    غذاؤنا في قرآننا .. كأس كان مزاجها زنجبيلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر السوري محمد شحرور : النص القرآني كان منذ البدء يشرع للمساواة في الميراث!
نشر في الصريح يوم 13 - 04 - 2018

نظمت الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين التي يرأسها الدكتور توفيق عامر خلفا للمرحوم محمد الطالبي ندوة فكرية احتضنتها دار الكتب الوطنية يوم الجمعة 6 أفريل الجاري أثثها المفكر السوري محمد شحرور الباحث في الشأن الديني الذي دعي للحديث حول موضوع النص القرآني والقراءة المتجددة للقرآن أو ما يعرف بالفهم المعاصر للوحي وكل الإمكانيات الممكنة لقراءة مختلفة عما توصل إليه القدامي من فهم لمعاني القرآن وذلك في علاقة بمسألة الاجتهاد المطلوب في مسألة المواريث وتحقيق المساواة بين الجنسين وهي القضية التي تشغل بال الرأي العام الآن في تونس والتي أحدثت من أجلها مؤسسة الرئاسة لجنة لإعداد مشروع قانون يقنن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة .
في هذه الندوة التي واكبها حضور مكثف لم يقدم محمد شحرور مشروعه الفكري الذي بدأ يشتغل عليه منذ السبعينات من القرن الماضي وإنما قدم بعض الأفكار لتأسيس رؤية اسلامية جديدة كما يقول باستطاعتها أن تدخل المسلين في عصر الحداثة وتحقق الإصلاح الديني المرجو الذي يعتبره مدخلا لكل إصلاح اجتماعي وسياسي فالقضية الثقافية ومنها المسألة الدينية يعتبرها محمد شحرور هي الأساس في عملية نقل المسلمين إلى الحداثة والنهضة.
انطلق محمد شحرور في محاضرته من فكرة جوهرية ينتصر لها وهي أن في القرآن مفاتيح لا بد من التعرف عليها لفهم الوحي بطريقة عصرية من هذه المفاتيح مصطلح الفريضة ومصطلح الكتاب وهما مصطلحان مختلفان فإذا استعمل القرآن كلمة " فرض " فهذا يعني أنه ليست هناك إلا إمكانية واحدة وهي الانصياع والانقياد والطاعة أما إذا استعمل لفظة " كتب عليكم " فهو يحيل إلى الفكرة ونقيضها والرأي وضده فحينما يقول كتب عليكم الصيام فهذا يعني أن هناك إمكانية أخرى غير الصيام وهي الإفطار وهكذا وهذا يفيد أن القرآن في الكثير من نصوصه وأحكامه مفتوح على أفهام أخرى مما يجعل مكانة الفرد فيه مهمة وحريته هاجس القرآن فالفردانية واضحة في الكثير من النصوص التي استعمل فيها القرآن مصطلح كتب عليكم.
من المفاتيح الأخرى المهمة مصطلح " القرية " ومصطلح " المدينة " وهما لفظان مختلفان فكل الأنبياء قد نزلوا في قرى وأوحي إليهم في قرى وحتى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد بعث في مكة وهي أم القرى والقرى تاريخيا كانت فيها إرادة الناس مغيبة والحكم فيها كان مطلقا ومنسوب الحرية الفردية قليل لذلك كانت الآلهة في القرى متعددة والشعب واحد غير متعدد وغير مختلف وهذه الحقيقة هي التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن فضاء آخر يكون فيه الناس أحرارا وباستطاعتهم ان يعيشوا في مجتمع تعددي فكانت المدينة هي هذا الفضاء الذي اتسم بوحدانية الاله وتعدد الأفراد المكونين لشعب المدينة فالرسل قد جاؤوا للتغيير والإصلاح والمدينة هي الفضاء لمشروعهم البديل وهذا يعني أن الرسول لم يكن بإمكانه أن يبقى أكثر في مكة المنغلقة مع تعدد الآلهه في حين أن المدينة وهي الفضاء الجديد كانت مفتوحة على الجميع طوائف ونحل عبيد وأحرار يهود ومسلمين مقيمين وأجانب ومجتمع المدينة هو الذي طبق فيه الرسول الإسلام وأحكام الدين على المختلفين من إكراه ولا جبر وهذا يعني أن مفهوم الفرد والفردانية وحقوق الفرد ما كان لها أن تتحقق مع الإسلام لولا التحول إلى المدينة والبقاء في مكة فالإسلام منذ البدء كان مجتمعا متعددا ومختلفا ومنفتحا ويقبل بالآخر.
من المفتاح الأخرى مصطلح المحكم والمتشابه وهو فرق مهم حتى نفهم الدين ونقدر أن نحقق اجتهادا يواكب العصر فالنص المحكم هو النص القطعي الذي لا يمكن إعمال الرأي فيه والمتشابه هو النص القابل لتعدد الفهم والمعنى ولكن المحكم من الآيات الواضحات قد أحال الله تفصيلها إلى الإنسان يتعامل معها حسب وضعه وما بلغه من تطور فمسألة الفواحش والبغي مثلا التي جاء الحديث عنها في مجال المحكمات فإن تفصيلها قد ترك للعقل المسلم والفواحش قد حددها الفقهاء ولكن هل هي قائمة من الأفعال والأقوال محصورة أم أن هناك امكانية لزيادة التفصيل فيها بإدخال فواحش أخرى كلما تقدم المجتمع في الزمن ؟ فآلية الرسالة المحمدية أن تفصيل المحكم موكول للإنسان المسلم .
بعد هذه المقدمات الثلاث التي افتتح بها محمد شحرور مداخلته انتقل إلى الحديث عن مسألة المواريث وقضية المساواة بين الرجل والمرأة في توزيع تركة الميت فاعتبر من خلال ما قدمه ومن خلال الفهم الذي توصل إليه وهو أن القرآن يفهم من داخله وليس من خارج نصه وأن القرآن يحتوي على آليات وأدوات فهم ذاتية تجعله يفسر بعضه بعضا من دون حاجة إلى آلية خارجة عنه وهذا يعني أن مسألة الاجتهاد في موضوع المساواة في الميراث هي مسألة محسومة من البدء وأن الفقهاء والمفسرين قد أساؤوا تفسير سورة النساء وذهبوا بها إلى فهم حاد بها قصد الله من إرسال الرسل في المدن وليس في القرى و حاد عن مقصده كذلك من جعل فهم تفصيل المحكم من مهام العقل البشري بعد ختم النبوات وهذا يعني أن القرآن منذ نزوله قد شرّع وأسس للمساواة بين الجنسين في الميراث وشرّع لفكرة أن الرجل والمرأة متساوون في تركة الميت وذلك من خلال فهم مختلف عن فهم الفقهاء والمفسرين يقول هذا الفهم إن قوله تعالى " وللذكر مثل حظ الإنثيين " يعني أن للذكر مثل حظ " إحدى " الانثيين أي أن نصيب الذكر بعد موت صاحب المال يكون مثل نصيب إحدى أختيه ولو كان الشارع يقصد أن الرجل يأخذ ضعف نصيب المرأة لقال وللذكر مثل " حظي " الانثيين وليس " حظ " الأنثيين .
فهل يستقيم هذا الفهم لمعنى حظ الانثيين ؟ وهل تتحمل اللغة العربية مثل هذا التأويل الذي لم يقل به أحد من اللغويين قبله ؟ وهل يصمد هذا الفهم أمام قواعد اللغة العربية والسياق العام الذي نزلت فيه أحكام المواريث ؟ ألا يطرح هذا الفهم سؤالا كبيرا وهو إذا كان الله يريد من البدء أن يكون نصيب الذكر مثل نصيب الانثى لكان قال صراحة أن للذكر مثل حظ الأنثى وكفا من دون إدخالنا في وضعية ملتبسة تحتاج تأويل وفهم قد ينتهي بالتعسف على القرآن ؟ وفي الأخير هل بمثل هذا النوع من الاجتهاد يدخل المسلم إلى العصر والحداثة كما يقول محمد شحرور؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.