كانت عائشة تسهر كل ليلة بمفردها اما في قاعة الجلوس تتفرج على قناة متخصصة فب تقديم البرامج عن الحيوانات ..او في الحديقة مع النجوم والقمر ووسط الورد والنوار والفل والياسمين...وهي تعشق هذه الحديقة بل لعلها احد الاسباب الرئيسية التي شجعتها على قبول الزواج من الشيخ حمودة...وكانت لاتستعيد استقرارها وتوازنها النفسي بعد المعركة الشرسة التي تخوضها كل ليلة مع الشيخ في الفراش الا بالسهر...فلقد كان الشيخ كثيرا ما يصارحها بانه بصدد الانتقام من الجسد الذي كثيرا ما عذبه ..وبانه بصدد تصفية حسابه مع النار التي كثيرا ما احرقت دمه واعصابه...وكان يقول بحرقة..كنت اراك وانت بالدجين تتمايلين وكانك ترقصين...ولا تكترثين بحرقتي وعذابي.فاكاد انفجر...وفكرت عدة مرات ان اهجم عليك واذوق ما عندك من طيبات...واقطف ثمارك التي حان وقت قطافها...ولكنني العن الشيطان...واعد نفسي بان هذا اللحم سيكون لي...وبان هذه الكنوز ستكون لي...وبان هذا الجسد سيكون لي...وكنت اغلق باب مكتبي في المدرسة وابكي قليلا..وانفس على نفسي قليلا...واتجه نحو القبلة...وارفع بصري الى السماء واطلب من الله ان لا يحرمني من نعمته..ثم اخرج الى الساحة فاضطرب من جديد حين اراك وانت بالدجين من الخلف....فاهرب بسرعة..واسال الله الى متى هذا العذاب..واذا بصوت عذب خفي اسمعه يقول لي ان الله مع الصابرين.وكان الشيخ حمودة كثيرا ما يقول لعائشة قبل ان ينزوجها (ربي يهديك...)ولم تكن تفهم لماذا يدعو لها بالهداية...فسالت الزملاء في المدرسة عن قصده فاجمعوا بانه متخصص بهذا الدعاء ويوزعه يوميا من الصباح الى المساء على الجميع الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم حتى انه في حومته بالمدينة الجديدة يلقبونه ب(الشيخ ربي يهديك)...وما اثار استغراب عائشة هو ان شيخها بقدر ما يبدو امام الناس سواء في المدرسة او في الحومة بانه شيخ ورع..و(مسكر)...بل ومتشدد احيانا..وحتى الضحك عنده لابد ان يكون في حدود..وبمقدار..ويلح على ستر العورات...فانه كثيرا ما يتلصص على المفاتن..ويطيل النظر للجميلات ..والفاتنات ..والعاريات الكاسيات...ويتصرف في البيت وكانه مراهق...ومتحرر جنسيا...ولا ينام الا بعد ان يخوض معركته الليلة بكل بسالة...وجراة...وكان يقول لعائشة كل ليلة وهو يفترسها (احب الغزوات الى المؤمن هي غزوات الفراش...وهي نوع من انواع الشكر لرب العزة على ما اعطانا من نعم..واحلى نعمة هي التحام اللحم باللحم..وركوب اللحم على اللحم...) وكانت المسكينة تسمع ولا تجيب..وتمني نفسها بما تراه كل ليلة في ما يرى النائم...ان حلمها اليومي الذي يتكرر كل ليلة هو مايخفف عليها صعود جثة الشيخ حمزة فوقها كل ليلة باستناء ليلة الجمعة التي تعتبرها ليلة عطلة...و(راحة اسبوعية من الكارثة اليومية التي تنزل عليها نزول القضاء والقدر...والليلة الوحيدة التي لا تبكي فيها