غادرا المقهى بعد ان تواعدا على اللقاء...وقبل ان يفترقا صارحها بانه لولا انه يحبها لما صدق حرفا مما حكته له وخصوصا حول زوجها (الحلوف الشاروني)...وقد سالها لماذا لم تحرر نفسها من سجن الشيخ وتطلب الطلاق وتنقذ نفسها من عذاب الفراش الذي يتكرر معها كل ليلة فاعترفت له بانها كثيرا ما فكرت في الانسحاب من المعركة...ولكن رفضها للهزيمة هو الذي منعها من الاستسلام...وقررت ان تكمل الصفقة التي عقدتها الى اخر المدى...وكانت على يقين من انها ستنتصر في الحرب حتى وان خسرت المعركة...وقالت له لم يكن بيني وبينه لا حب ..ولامودة...ولا رحمة...ولاحنان..ولاتفاهم...كل الذي بيننا مصالح...وقد تمسكت به اكثر بعد الزواج...ولم تعد الفيلا والسيارة تكفيني...لقد علمت ان له سانية في مرناق ثمنها بالمليارات ...مساحتها حوالي مائة هكتار...وسورها الخارجي تكلف بما يقرب المليار..لقد ورثها عن والده وهو فلاح كبير ومعروف..فتمسكت به وتركته يفعل بي ما يشاء...وكنت احسسه باني اهيم به ...وعاشقة له..وهو المسكين (طايح)..ولا يعبد الله رغم انه شيخ يتظاهر بالورع والتقوى والعبادة والدعوة وانما يعبد بدني...(قال اشنوة..قال انه يتعبد من خلال نعمة المعبود)...وكان كل ليلة لا ينام ولا يأتيه النوم الا بعد ان يدخل المعبد ويتعبد.ويمارس عبادته الخاصة...وما انا الا حارسة المعبد ..فاتركه يتعبد الوقت الذي يشاء ...ومثلما يشاء...الى ان اسمع شخيره فاتركه واستعيد جسدي ...وحريتي...وقد ابكي احيانا..ولكنني كثيرا ما اضحك...وقد اتقزز واشمئز في بعض الاحيان عندما تستولي على خيالي صورة الحلوف شارون ولكن غالبا ما اطردها واجلس مع نفسي احلق مع دوائر سجائري فانسى..واهدا..وترتخي اعصابي...وارسم عالمي الخاص..وارى فيه ما اريد ان ارى...فارى الملاك الذي ينتظرني..اراه جالسا فوق العشب الاخضر..وامامه بحيرة من الماء النقي الهادئ...وحوله شجيرات ورد...ولا استيقظ من حلمي الجميل الا عندما اجد شارون قبالتي بجسمه الضخم ..القبيح..وهو بلا ملابس..وقد قام للصلاة...فاهرب منه وتبتلعني غرفة النوم واتركه واحتمي بنوم عميق كثيرا ما يهجم علي بسرعة بعد طول السهر..ولكن في الفترة الاخيرة لم اعد انام الا بعد ان ابلع (حارة حرابش منومة ومهدئة)...وسألها والان هل اقتربت الصفقة من النهاية...تنهدت ..وابتسمت...ووضعت يدها بيده وضغطت عليه فاحس بان الكهرباء لا توجد في اعمدة (الستاغ) فقط وانما هي موجودة كذلك في زطلته...انها محطة كهربائية..فتعثر وكاد يسقط على الرصيف لولا انها اسرعت باحتضانه واذا بلسعات كهربائية تلسعه من راسه الى قدميه...فتذكر الشيخ حمودة والتمس له العذر..وفي تلك اللحظة بالذات اتخذ قراره الاخير فقرر ان ينتحر بكهرباء معلمته..وان يكون شهيد الزطلة كلفه الأمر ما كلفه...وركز بصره على صدره فاذا هو يانع..بارز..منتعش..مزدهر..يناديه مثلما ناداه عندما راه لاول مرة...قبلها على وجنتيها بعد ان حددا موعد اللقاء القادم...