أثارت مرشحات حزبي النهضة ونداء تونس الجدل، مع انطلاق سباق الحملات الانتخابية البلدية حيث تصدرت النسوة المحجبات على غير العادة عدة قوائم بلدية لحزب نداء تونس ذي التوجه الحداثي، فيما سجلت غير محجبات حضورهن في عدة قوائم بلدية لحركة النهضة. وفيما اعتبر كثيرون الأمر بالظاهرة الصحية لكلا الحزبين في إطار التنوع المجتمعي الذي عرفته تونس بعد الثورة، رأى آخرون أن الأمر لا يتعدى الدعاية السياسية الحزبية، التي لم تخرج عن دائرة الصراع الأيديولوجي الضيق، في إطار مغازلة واستقطاب النساء بمختلف توجهاتهن الفكرية والدينية. وقالت مرشحة نداء تونس أميرة الجفالي عن بلدية رواد في تصريح ل"عربي 21" إن انخراطها في حزب نداء تونس كمحجبة وامرأة ملتزمة دينيا، كان عن قناعة تامة بتوجهات الحزب وقبوله التنوع والاختلاف. وتابعت :" أرفض تماما مقولة استغلال حركة نداء تونس للنساء المحجبات بهدف ربح واستقطاب أصوات هذه الشريحة داخل المجتمع التونسي". من جانبها، خلفت المرشحة عن قائمة حركة النهضة سليمة بن سلطان عن الدائرة البلدية سيدي بوسعيد السياحية، الجدل بين نشطاء التواصل الاجتماعي، خلال ظهورها بشعرها ونظاراتها الشمسية العصرية وسروال جينز ممزق في منطقة الركبتين، على معلقة نشرتها عبر صفحتها الشخصية تضمن شعار النهضة. بدورها اعتبرت مرشحة النهضة "الشقراء" عن بلدية حمام الأنف ابتسام بن عمر، أن الحركة هي الوحيدة بين الأحزاب التي فتحت أبوابها للمستقلين لخوض سباق البلديات ضمن قوائم الحركة. وتابعت ل "عربي 21" : "على خلاف باقي الأحزاب استطاعت النهضة أن تحافظ على انضباطها الحزبي بفضل حنكة أغلب قيادييها نساء ورجالا دون استثناء، وقواعدها الجماهيرية ذات الامتداد في كافة محافظات البلاد". ورفضت بن عمر الانتقادات التي وجهت للحركة، باستغلال النساء غير المحجبات ومغازلتهن، في إطار الحملة الانتخابية مشددة على أن الحزب منفتح على كل التونسيات بغض النظر عن انتماءاتهن الأيديولوجية والفكرية، دون فرض شروط أو إملاءات مسبقة. واعتبرت في المقابل، أن الحجاب أو عدمه ليس مقياسا معتمدا لدى الحركة في اختيار مرشحيها، بل الكفاءة والخبرة والعمل المدني والميداني.