لقد ضحكت ضحكات مسترسلة قوية شبه هستيرية وانا اقرا مقال الفة يوسف عن تصريحات زينة القصرينية تحت عنوان (زيدو اتقواو على زينة القصرينية) ثم قلت بعد تلك الضحكات محاولا اقناع نفسي حتى اجد نهاية واضع حدا لنوبة ضحكي ربما ادى بها ذكاؤها الكبير الذي تراه وحدها ولا نراه معها منقطع النظير الى المقارنة بين موقف التونسيين من زينة التونسية وموقفهم من راشد الغنوشي وهذا امر تكاد تنفرد به الفة بين غيرها من الكتاب النساء منهم والرجال ومن كان في شك مما اقول فليقرا معي قولها (الغنوشي مثلا يقول في كتبه عن المراة اتعس والعن مما تتصوره زينة القصرينية المسكينة لكن الغنوشي يحكم اليوم يخشونه او يتزلفون اليه والتونسي يخاف الأقوياء ويحتاج الى الانتصارات السهلة فلتشرب زينة عنفهم بدلا منه فهم يقدرون عليها ثم ماهي الا امراة...) ولا اظن ان احدا يقول بعد هذا الكلام انه يستطيع ان يصل الى ما توصلت اليه عبقرية الفة يوسف التي لا تكاد في هذا الموقف بالذات تدرك او توصف ولكني ارى رغم كل هذا الذكاء ان الفة يوسف كعادتها تتسرع في ابداء رايها فتنسى بحكم طبيعة وغريزة انوثتها امورا واضحة معلومة وهو امر معروف ومجرب لدى النساء وتغيب عنها اشياء واشياء قد لا تغيب عمن هم اقل منها في جانب الفطنة وموطن الذكاء او لنقل عمن يوصفون عندها كعادتها وديدنها بالتفاهة وبالغباء او بما يشبه الغباء فهل نسيت او جهلت الفة وقاها الله واجارها وايانا من شر الجهل والنسيان ان السنة واقلام التونسيين الحادة القادحة الجارحة الذابحة النارية لم يسلم منها احد وخاصة بعد الثورة التي هزت اركان ومعتقدات وثوابت هذه البلاد التونسية؟ فهل تغافلت الفة كعادتها ام تناست ان راشد الغنوشي قد نال منذ سنين وقبل هذا الحين من نيران وسكاكين ومقاريض السنة واقلام التونسيين نصيبا مفروضا ربما قد فاق ما نال غيره من الشيوخ ومن الزعماء ومن السياسيين؟ولعله يكفيني في هذا السياق ان اذكركها بكلماتها التي كبتها في ذلك المقتطف المذكور اعلاه في مقالها اولم تعتبرهي نفسها فيه بقلمها ولسانها كتابات الشيخ تعيسة وملعونة؟ اوليس في ما كتبته في ذلك المقال وهي حزينة متحسرة دعوة مبطنة مفضوحة ومتفجرة الى وجوب اعتماد العنف لمواجهة مواقف وشخصية الغنوشي بدلا من تعنيف زينتها القصرينية؟ اولا يستنتج اغبى القراء كل هذه الاستنتاجات من كلماتها (اتعس والعن وعنفهم بدلا منه)؟ بقي ان اشير في اخر هذا المقال الى ما استهلت به الفة يوسف مقالها وهو قولها (كلام زينة التونسية تخلويض ما في ذلك شك) لاذكرها ان كانت ناسية او كانت غافلة ان كلامها هذا فيه ايضا تعنيف وتقريع وتبكيت وقدح وطعن واضح فاضح في شخصية زينة القصرينية يدل دلالة لا يرتقي اليها شك ان الفة يوسف نفسها قد وقعت فيما وقع فيها غيرها من التونسيين التي قالت انهم يتقوون على الضعفاء وعلى المساكين فهل نسيت الفة الذكية ان كلمة التخلويض فيها قدح وشتم وطعن وتشليك لزينة القصرينية يحتاج الى تحليل طويل عريض؟ اما ناقدها ومعاتبها ابوذاكر كاتب هذه السطور فانه لا يعتبر كلام زينة القصرينية فيه جهل ولا نقص ولا تخلويض بل ارى فيه عين العقل والفهم والوعي والرجوع الى طريق وصراط رب العالمين فلو تاملت الفة بعين العقل والدين السليم قول زينة لراته مبرأ من الخطا والجهل؟ فماذا يعيب عليها العقلاء وهي تقول بعدما رات من الفن الهابط الماجن ما يحزن القلوب وما يشيب العقول(اعرف صوت المراة عورة لكن...الظروف...ونتمنى نزور بيت ربي ونحج ما نحبش نموت نغني) فهل صوت المراة المتبرجة المتكسرة المتهتكة المتفجرة انوثة وهي تؤدي الأغاني المحرجة المخلة بالحياء امام الرجال حلال ام حرام يا الفة ويا امة محمد ويا امة الاسلام؟ وهل ان زينة القصرينة عندما تقف بزينتها وصوتها امام الجمهور والمشاهدين تقف لالقاء محاضرة دينية او علمية حتى تعتبر صوتها ليس بعورة يا معشر العقلاء و يا معشر التونسيين؟ اولم يتفق العلماء باجماع منذ سنين ان المراة اذا وقفت في زينتها الجذابة وبصوتها الجميل لتلقي اغنية تحرك نزوة وشهوات السامعين وتسيل لعاب المشاهدين فقد وقعت في الحرام وفي المحظور وقد اغضبت بشكلها وصوتها رب العالمين الذي دعا وامر النساء منذ سنين الى الحياء والحشمة فقال لهن وهو اصدق القائلين(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى...) ؟ وهل ان زينة القصرينية هي الأولى من بين المطربات والراقصات اللاتي تمنين وعزمن وقررن ترك الرقص والغناء قبل الوفاة طلبا وطمعا في مغفرة وعفو خالق الكائنات لما وقعن فيه من الأخطاء وبعض المنهيات والمنكرات الواضحات؟ ان الحقيقة التي لا مراء فيها ان الفة يوسف ارادات بممقالها ليس الدفاع عن زينة القصرينية كما يتوهم ذلك السطحيون وانما ارات من ورائه توجيه السنة واقلام التونسيين الى اما تحبه وترضاه الفة وتحن اليه منذ سنين لحقد معروف في نفسها دفين وهوشتم وقدح شخصية الغنوشي ومن ورائه جميع الحاكمين الحاليين او لم يقل المثل التونسي قديما ومنذ سنين الي في قلب المشوم يبات يحلم بيه) فليت الفة يوسف تقرا وتتامل وتنتفع بما جاء في كتاب نفعا (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)