أكد شهود عيان من التلاميذ والأولياء والمربّين ان يوم الأمس شهد حالة من الفوضى بتصاعد لعمليات اقتحام للمؤسسات التربوية وعمليات تخريب وترويع قام بها "أشخاص مجهولين"، مما بعث على الخوف والشعور بانعدام الأمن والطمأنينة وصدور ردود فعل عديدة خاصة من قبل الهياكل النقابية المعنية بالقطاع وخصوصا ان الأمر وصل الى حد مغادرة التلاميذ والمدرّسين لغالبية المؤسسات التربوية بل وعدم تمكّن العديد من المربّين والتلاميذ من الرجوع الى الدراسة في أبسط الظروف الأمنية المطلوبة منذ اندلاع الثورة الشعبية خاصة في ولايتي القصرين وسيدي بوزيد .. الاتحاد يطلب من الغنوشي حماية الثورة والمؤسسات في هذا الصدد علمنا من مصادر نقابية أن المركزية النقابية لاتحاد الشغل قد طالبت بالأمس الوزير الأول محمد الغنوشي بضرورة حماية المؤسسات التربوية من الهجومات التي أكدت أن "عصابات تقوم بها من أجل الاعتداء على الممتلكات وترويع الإطار التربوي والتلاميذ" ودعت بإلحاح الى ضرورة معالجة هذا الانفلات بكل حزم..كما أفادت المصادر بأن المركزية النقابية قد تكون طالبت بتكوين مجلس لحماية الثورة وإعادة النظر في تركيبة اللجان المكلفة من قبل الحكومة المؤقتة بالتحقيق في الأحداث الأخيرة وفي الفساد والرشوة والقيام بالإصلاح السياسي، بما يفسح المجال لممثلي اتحاد الشغل للمشاركة فيها..وفي السياق ذاته تم توجيه مذكرة من قيادة الاتحاد إلى كافة التشكيلات النقابية وجاء فيها ما يلي "نحيّي مساهمتكم والهياكل النقابية وعمال قطاعكم لما أبديتموه من قدرة على التأطير ومن روح نضالية عالية أسهمت في جعل منظمتنا قوة فاعلة ومؤثّرة في المشهد السياسي وفيما شهدته بلادنا من تحولات، وحيث أن المرحلة الحالية بدأت تشهد انفراجا بفضل مساهمة اتحادكم والقوى الحية في البلاد في تقديم التصورات والاقتراحات الكفيلة بأن لا تصادر ثورة شعبنا،وبالنظر خاصة إلى ما أصبح يظهر هنا وهناك من ظواهر انفلات مشبوهة الأمر الذي يستدعي منا: اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مقرات الإتحاد مركزيا وجهويا ومحليا ردا على كل محاولات الاعتداء عليها أو المس منها. - يقظة دائمة في مواطن الإنتاج الراجعة لكم بالنظر حتى لا تتأثّر سلبا بما أصبح يريده لها أعداء الثورة الراغبين في إرباك الحياة الاجتماعية ببثّ الفوضى ودفع البلاد إلى المجهول. - دعوتكم إلى إحصاء المؤسسات التي تضرّرت في الفترة الأخيرة وتأثيرات ذلك على مواطن الشغل وعن تصوّراتكم لما يمكن أن يساهم به الاتحاد العام التونسي للشغل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. - دعوتكم إلى العمل على إدماج عمال المناولة في المؤسسات المستفيدة وإلى النضال من أجل إلغاء كل أشكال المتاجرة باليد العاملة في قطاعكم". نقابة الثانوي تُأكّد وجود هجمات منظمة بخصوص ما يحدث حمّلت النقابة العامة للتعليم الثانوي الحكومة مسؤولية ما يحدث في المدارس والمعاهد "لأن الحكومة قررت العودة الى الدراسة دون توفير شروطها المطلوبة ممّا ساعد العصابات على تنفيذ مخططاتها"،وهذا حسب ما جاء في بيان توجهت به بالأمس النقابة المذكورة الى الرأي الوطني مؤكدة ان "عصابات منظمة عمدت منذ الجمعة الماضي الى شن هجمات منظمة على عدد كبير من المؤسسات التربوية في أغلب الجهات وترويع التلاميذ والإطار التربوي وتخريب عدد من المؤسسات مسلّحين بالعصيّ والأسلحة البيضاء "..وقد دعت النقابة العامة الى تنشيط وتعميم رابطات حماية الثورة لتقوم بدورها في حماية أمن المواطنين والثورة كما انها تدعو قوى المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وأحزاب الى تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة".. تساؤلات..قبل عودة تدريجية للأمن في خضم كل ما يحدث من انفلات أمني الى حد انعدام مراكز الاختصاص وغياب أمني بغالبية المناطق والمؤسسات التربوية على وجه الخصوص بقيت تساؤلات سائدة لدى المواطنين بخصوص الغموض الذي ما انفكّ يكتنف سبب قلة انتشار أعوان الأمن في الفترة الأخيرة وعدم توضيح خلفيات ودوافع ذلك أمام المواطنين من طرف الجهات المسؤولة..غير أن تفاؤلا عبّرت عنه بعض الأطراف ذات الصلة وخصوصا اثر إقرار العودة التدريجية لانتشار الأمن إذ أشارت مصادر الى حوافز ستشجّع على ذلك ومنها تنحية حوالي 8 مديرين مسؤولين في الأمن ومضاعفة منحة الخطر لأعوان الأمن والحرس الوطنيين والزيادة في المنحة الليلية لفائدتهم، وهذا بعد ان طالت الاحتجاجات الأخيرة صفوف العاملين في الأمن..