إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)،فهذا الحديث يدلُّ على أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أجود الناس إطلاقاً، وأجود الأحوال التي يمرُّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؛ حين يلقاه جبريل ليعرض عليه القرآن؛ ولأنَّ الأعمال والأجور تتضاعف في رمضان، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يترك باباً للخير إلا يطرقه اغتناماً للأجر وإدراكاً لفضل شهر رمضان؛ حتى أنه يكون أجود من الريح المرسلة، فيعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويقوم فلا يفتر؛ يعتزل أهله في العشر الأواخر ويعتكف في مسجده.