بداية :احيانا يولد العربي بلا ذاكرة ، وحتى من ولد بها فانني اراه يضيع في خباياها لانه لا يحسن التدرّج في التعرف على كنه ما بها ، ولست ادرى متى سنطوّر فكرنا من اجل جلاء عصرنا الذي هدّه جمودنا ؟ وليتنا نعود الى اتحادنا وصحوتنا ؟ دربونا... وعودونا... و لقنونا... "دروس التقسيم" و فنون "الموت الرحيم".. و أصول... "التعتيم" و أبجديات "التقزيم"... و أسرار "الاستسلام" حتى صِرْنا نحسنُ التقسيم لذواتنا... و أفكارنا.. و لارواحنا و جروحنا و صروحنا و دموعنا و أسرارنا.... صارت أيامنا " أيامًا سوداء المعالم...، أيام نكبة، و أيام نكسة، منذ 1948 و نحن نزرع "الحنظل" في أراضينا و نحصد "العلقم".. نراود.. الهزيمة فلا تخضع لنا، و نرنو إلى السّراب فلا يرسم معالمه أمامنا في صحارينا... ننام في مقابر شهدائنا.. و لا تهب علينا " أطياف" المجاهدين.. الغيورين على استرجاع مقدساتنا،... نقف على هضاب "صبرنا.. نائمين خالدين للهوس "و نصْحو على قضْم.. ممتلكاتنا... شبرا شبرا..حتى أحلامنا.. تقزّمت!! و صودرت.. من طرف مكاتب الاستعلامات الصهيونية و الأمريكيّة!! .. قبلاً.. كنا نحتفظ بمفاتيح أجدادنا العتيقة في رقابنا.. و الآن... نسجد فوق اديم أراضينا المسلوبة.. و نحمل في أيْدينا "حفنة" من ترابها المقدس.. لعلّنا لعلنا نعيدها في يوم ما.. من فخاخ السالبين!! المتآمرين.. المحتلين.. المغتصبين.. فمنذ 30/03/1976.. و نحن نحاول أن نعيد عقارب ساعة التاريخ إلى الوراء.. لنعيد شبرا من أراضينا.. و منذ 1948، صادرت إسرائيل أكثر من 3 ملايين ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، و هجرت السكان، و ركزت فوقها المستوطنات ثم "فعلت" فعلتها الشنيعة في 1976، و أطبقت عليهم "كليّا، و صادرتهم "لحما و عظما" و ألقت بهم خارج حدود الملكية الشخصية أمام أنظار العالم.. فأصبح الفلسطيني يحمل في يده اليمني مفتاح العودة و في يده اليسرى "تراب مسقط الرأس" و في القلب حسرة، مضاعفة: حسرة من العدو.. و حسرة من القريب!! الذي أصابه الصّم و العجز و البكم... فلا الأممالمتحدة... فعّلت قراراتها.. منذ ذلك العهد، و لا الجامعة العربيّة.. ترجمت قرارات القمة العربية (25) و26 و27 و28 و29...إلى "واقع ملموس " و لا المؤتمر الإسلامي... ساند و عاند و أعلن "القصاص"... و لست هنا لألوم... أو أواسي الجريح أو المكلوم، أو أصلح "المعدوم"!! و لكن لأذكر نفسي قبل غيري ما وجّهه من نصح زعيمنا " المحنّك" بورقيبة لأهالينا في فلسطين؟ .. آنذاك في عهد "النخوة" ودعوته بضرورة "الأخذ و المطالبة والتحصيل على القليل ثم المناشدة بالمزيد.." وها انا انتظر العرب ان يجتمعوا وينددوا ...وصبرا جميلا يا امهات الشهداء ... النهاية :" لا يخطئ الظفرالصبور وان طال به الزمان "