قد تتجاوز الكلمات ما يحس به المواطن من ارهاصات وتقلبات طيلة الليل والنهار وحتى السهاد اتعبه السهاد من فرط المعاناة واللهاث وراء بصيص امل يزيل الاوجاع التي ما فتئت تطلع كالكدمات في وجوه صبرنا مما نتحمله من جراء ما يقع لنا كمواطنين مسحوقين في ظل جمهورية الياسمين ، والحال اننا من شدة التالم ملنا الالم وهدنا التوسل والرجوع الى جذور الفضيلة لعلنا نجد فيها ما يمضغ او ما نلوكه ولو على الريق ، ومن كثر ما تورطنا في شد اذيال الحضارة تورمت اصابعنا و انخرمت اظافرنا وكدنا نفقد حاسة اللمس والهمس وهبت علينا رياح الطمس وكدنا نبصم بالخمس على افلاسنا في عهد الغلاء المشط وضياع درجة ما فوق البؤس بدقات اليأس ، فمن حيث وجّه المواطن وجهه اصابه العجب العجاب اذ في عز الشهر الكريم لم يجد المسكين في اغلب الاحيان غير التمعن في غلال المريخ واسوامها الفرتيجينية vertigineuses بكل اصرار وامعان ، ووالله لو انتدبوا لكل مواطن محللا اقتصاديا لما وصلنا الى حل عقدنا الماوراء الخيال ، ولا اظن ان بنك التجارة العالمية ومركز النقد الدولي الرحيم بشعب اليائسين المسحوقين قادران على فهم لغزنا البعد ثورة الياسمين ،فمن ناحية اندثر المراقبون الفاعلون وبقي حبل الفساد ممدودا امام التجار يمططونه كما يريدون والدينار المسكين يتقاذفه اهل التجارة واهل الغلو والجسارة كالكورة بين الذكورة ، وبالتالي اصبحت قفة الزوّالي تطير بورقة العشرين نحو جزر الواق واق وربما تحط في مطارات القناعة الجزئية اذا صاحبها مهر الخمسين ...ويا ليت شعري ان كان في العائلة اب وجد وام وجدة واطفال واحفاد فوقتها يجب الاستنجاد بالمجلس الاممي من اجل فك شفرة الفقر المقنع ووالله لولا بعض موائد الافطار هنا وهناك لرايت اكثرهم يصومون بالسبع دون التذوق ولله في خلقه شؤون ولست ادري لماذا يصب المواطن جام غضبه على الدينار المغبون والحال ان قيمة الاثنين الدينار والمواطن المحتار قيمتهما في انهيار وانحدار وانكسار، ومهما حاولوا من بعث مليون نقطة بيع " من الفلاح الى المواطن " في جميع البلدان فان حيلة رش الرماد في العيون لن تنطلي لان العيون من كثر البكاء على فوات الزمن الجميل لم تعد لتنطلي عليها كثرة العيوب وجملة الفراغات والمماطلات واقراص تسكين الالام الاقتصادية والاجتماعية لان اصلا المقدرة اصابتها جلطة تجارية حادة ولست ادري الى متى سيبقى التجار المستكرشون يعتلون المشهد الربحي وهم يرددون هزءا بالوكّال " ضربو غلاء الاسعار طاح ، قام ، زاد عاودلو.." ختام الكلام :في غياب الرقيب والردع القانوني المصيب ، امكن للبائع ان يكتب على تسعيرة الفراز بكل تاكيد :التسعيرة قابلة للتغيير ، نحو الاعلى سيدي ، وكان رضيت والا ما رضيتش "