"النهضة وبعض التفاصيل وراء تأجيل قرار الجمعة الى الاثنين .. مصير الحكومة .. في الحلقة الاخيرة" و"نداء تونس، الوطني الحر، اتحاد الشغل، اتحاد الاعراف، اتحاد المرأة .. هؤلاء يريدون رأس يوسف الشاهد" و"أزمة ... الجامعة" و"المصلحة الوطنية قولا وفعلا"، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت. اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن كلمة الاحتمالات المفتوحة التي ألقاها رئيس الجمهورية في مفتتح الاجتماع لم تكن مباشرة بالحد الذي يجيب عن كل الهواجس لكنها لم تكن ضبابية اذ حددت بدقة طبيعة المخارج من الخلاف الحاصل بين الموقعين اما بالاتفاق التام على صيغة معينة واما بفتح المجال للالية البرلمانية ذات الكلمة الفصل بموجب الدستور سواء من ناحية سد الفراغ الناجم عن استقالة أو من ناحية تجديد الثقة من عدمها أو من ناحية سحب الثقة وفق ما تنص عليه الضوابط الدستورية والقانونية مبرزة أنه اذا كان قد تم تأجيل حسم الخلاف الى الاثنين بعد الحديث الرئاسي عن "آخر اجتماع" فان هذا يعني وجود بوادر أولية لاتفاق نهائي تنقصه اللمسات الاخيرة وان الذي يرجح فعلا هذا الاحتمال هو وجود استثناء وحيد يقرأ من أوجه مختلفة وهو موقف حركة النهضة التي كانت أكثر الاطراف تمسكا ببقاء الشاهد علما وأن البقية (مع اختلاف التفاصيل) بدت أميل الى التغيير وبدا بعضها مصرا عليه على غرار اتحاد الشغل والحزب الام ليوسف الشاهد أي نداء تونس. ورأت (المغرب) في ورقة خاصة، الى أنه بات جليا أن ملف يوسف الشاهد قام بفرز الساحة السياسية بشكل واضح ولم يستطع رئيس الجمهورية حماية الرجل الذي بات مصيره معلقا بيد مجلس شورى حركة النهضة بعد أن اصطف اتحاد الشغل ونداء تونس والاتحاد الوطني الحر والاعراف واتحاد المرأة ضده ودفعوا بالباجي قائد السبسي الى الاكتفاء بمراقبة الاحداث رغم أنه سعى بداية لان يكون المتحكم بها. وأبرزت أن حركة النهضة بات بيدها حسم المعادلة السياسية والمشهد القادم خلال السنة والنيف المتبقية فان هي اختارت الاصطفاف خلف الشاهد فانها ستضحي بتوافقها مع نداء تونس الذي اهتز بطبعه منذ انتخابات ألمانيا الجزئية وتفاقم تدهوره في ظل الملفات المطروحة من يومها الى الان مضيفة أنه وان اختارت الاصطفاف خلف الاتحاد والنداء فانها قد تغامر بالكثير في ظل عدم وضوح الرؤية وامكانية أن لا تنضبط كتلتها البرلمانية لها في التصويت ضد الشاهد وهذا ليس خطرا يهدد النهضة فقط بل يهدد أيضا كتلة النداء التي قد تنقسم في التصويت وهذا ان تم ستعزز اندثار حزب يتوهم أهله أنهم نجوا. أما جريدة (الصباح) فقد عبرت في افتتاحيتها اليوم، عن استغرابها من المعنيين مباشرة بالازمات السياسية الذين تجدهم في خطاباتهم وتصريحاتهم يؤكدون على عدم قدرة البلاد على تحمل المزيد من التجاذبات وبأن الاستحقاقات والملفات الاقتصادية والاجتماعية خانقة ان لم تكن على شفا الانفجار وأن الاوضاع لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل والمماطلة وأن المواطن سئم وكاد أن يكفر بالانتقال الديمقراطي وبكل منظومة ما بعد 14 جانفي لكنهم في المقابل يأتون من الافعال ما لا ينسجم مع أقوالهم مشيرة الى أنه مع كل محطة أو أزمة مستجدة لا صوت يعلو في كواليس النقاشات على صوت المصالح الخاصة بكل تجلياتها الحزبية والانتخابية والعائلية والفئوية والعشائرية وان كان شعار الجميع المرفوع في العلن عو تغليب المصلحة الوطنية الى درجة أن صورة السياسيين والاحزاب اليوم لدى الرأي العام تختزل في مقولة أنهم يقولون ما لا يفعلون تماما كما برامجهم الانتخابية ووعودهم، وفق تقدير الصحيفة. وأضافت أنه رغم الاخطاء وسياسة الهروب الى الامام المخيمة على المشهد اليوم فان امكانية التدارك لا تزال ممكنة لو اختار الجالسون حول وثيقة قرطاج 2 تغليب المصلحة الوطنية قولا وفعلا ودن ذلك فسيندم الجميع على اضاعة فرصة تبدو الاخيرة للمرور الى ما هو أهم.