لا أظن أنكم تحتاجون الى أدلة جديدة تثبت لكم ان أولادكم لم يعودوا أولادكم وانما فضلوا عليكم الموت غرقا وحرقا والهروب الى المجهول بكل اشكاله السوداوية والظلامية والارهابية والاجرامية...ولكن يبدو رغم الكوارث المتكررة والمتجددة التي تختطف منكم فلذات أكبادكم ...وتذبحكم انسانيا وعاطفيا ووجدانيا فإنكم مازلتم الى هذه اللحظة لم تقدروا حجم الكارثة حقها...ولم تواجهوا المأساة مواجهة واعية ومسؤولة...مازلتم تواصلون تقديم اولادكم الى الهلاك والموت واليأس...انكم لم تتحملوا مسؤوليتكم كآباء...ولم تعطوا الفرصة لابنائكم ليتحملوا هم المسؤولية....اتركوهم احرارا ...وسلموا لهم القيادة...وحرروهم من الوصاية...واعلنوها بكل شجاعة و(رجولية) ان تونس منذ اليوم صارت (محتلة) من شبابها..اي بمعنى اخر ان تونس تحررت منذ اليوم من ثقافة (شدني لا نطيح)..