اتممت في هذه اللحظة قراءة شهادة مؤثرة جدا...بل مدمرة جدا لاحد الناجين من كارثة الحرقان في قرقنة...فماذا ساقول غير لا حول ولا قوة الا بالله....لقد ندمت على قراءة هذه الشهادة فهي تصور مدى العذاب ومدى الرعب ومدى الالم الذي عاشه هؤلاء الضحايا الذين غامروا بحياتهم واقدموا على الدخول في مغامرة مع الخطر...ومع الموت...ولكن الذي دمرني اكثر هو ان صاحب الشهادة رغم انه راى الموت بعينيه ..وانقذته العناية الالاهية بمعجزة..فانه سيعاود المحاولة وسيحرق من جديد...لقد قال انه لن يبقى في "بلاد ماتعرفش تنقذ الغارق...وتغرق العوام..ماهياش بلاد انتاع عيشة"...انني اكتب لكم هذه السطور وانا ابكي...انني ابكي على بلادي...وعلى شبابها...وابكي لانني لم اعد قادرا الا على البكاء...فلقد خسرت بلادي التي اعبدها بعد ربي سبحانه وتعالى...