كلّ الناس في تونس لاحظت طيلة الأشهر الأخيرة اختفاء العديد من الأدوية في الصيدليّات.. من الأدوية اليوميّة البسيطة الرخيصة.. إلى الأدوية الغالية أو الخاصّة بالأمراض الخطيرة أو المزمنة.. أصبح معتادا اليوم أن تسأل عن دواء فيقول لك الصيدليّ أنّه غير متوفّر في هذه الفترة ("مقطوع")..... كلّ الناس لاحظت ذلك.. إلاّ وزير الصحّة عن حزب النهضة عماد الحمّامي.. فهو يسبح في بحر آخر لازوديّ بعيد عن شواطئنا على ما يبدو..!! فمرّة ينفي عماد الحمّامي تماما أن يكون هناك نقص في الأدوية في تونس.. ومرّة يرجع سبب غياب بعض الأدوية إلى عمليات مضاربة وتهريب.. ومرّة يبرّر نقص الأدوية بسرقات في الميناء وفساد في الصيدليّة المركزيّة.. ومرّة يعود ليقول بأنّ المخزون الاستراتيجي للأدوية البالغ حاجيات ثلاثة أشهر متوفّر وموجود.. ومرّة يصرّح بأنّ وزارته تجري بحثا عن أسباب تراجع المخزون الاستراتيجي.. ومرّة يراسل وزير الصحّة مجلس النواب كتابيّا ورسميا ردّا على طلب بعض النواب ليقول بأنّ مناقشة نقص وفقدان الأدوية بجلسة علنيّة يهدّد الأمن القومي..!!! ومرّة يحاول طمأنة المواطنين بأنّ جميع الأدوية المفقودة يوجد لها بدائل محليّة الصنع .. وبالتالي فلا خطر.. ولا داعي للقلق.. مناقضا الوزير الحمّامي بذلك نفسه بنفسه تلقائيّا في كلّ مرّة.. ومناقضا الحقيقة والواقع في كلّ الحالات.. ومناقضا تأكيدات الصيدليّات الخاصّة ونقّابتهم وجمعيّتهم.. وصيدليّات المصحّات والمستشفيات العموميّة.. ومناقضا مسؤولي الصيدليّة المركزيّة نفسها.. ومناقضا حتّى تصريحات رئيس الحكومة الذي اعترف بنقص الأدوية وفسّره حسب قوله بعجز الصناديق الاجتماعيّة وعدم دفع مستحقّاها للصيدليّة المركزيّة بما سبّب نقصا في مواردها المالية لدفع ثمن الأدوية المورّدة.. ومناقضا الواقع الذي يعيشه المواطنون والمرضى في تونس فعليّا كلّ يوم.. بصراحة.. وزير النهضة عماد الحمّامي كفاءة كبيرة خسرها نظام بن علي: قدرات عالية في البروباغندا وتزييف الحقائق..!! دمغجة سياسيّة على مستوى..!! ولغة خشبيّة البنفسجي يليق بها..!!! "كفاءة" فعلا..!!!