يكثر الحديث خلال الفترات الأخيرة عن نقص فادح في مخزون البلاد من الأدوية خاصة منها التي ترتبط بالأمراض المزمنة على غرار أدوية ارتفاع ضغط الدم و أدوية الأمراض المزمنة من قبيل داء السكري وأمراض القلب والأعصاب والجهاز التنفسي و السرطان .. و يرجع النقص المستمر لمخزون البلاد من عديد الأدوية الضرورية إلى تراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة من جهة ، و إلى الوضعية الصعبة التي يعيش على وقعها الصندوق الوطني للتأمين على المرض من جهة أخرى ، فضلا عن تواتر عمليات تهريب الادوية إلى الخارج . وقد تعززت الأزمة بعجز الصيدلية المركزية عن خلاص المخابر الاجنبية التي تزودها ببعض الادوية الحيوية، مما ادّى الى ضعف كبير في مخزون أدوية الامراض المزمنة، وفق ما نقلته حقائق اون لاين عن مصدر مطلع. وأضاف ذات المصدر أنّ الصيدليّة المركزيّة استخلصت من الصندوق الوطني للتأمين على المرض "الكنام" نحو 40 مليون دينار، إلا انّ ذلك غير كاف ولم يساهم في انفراج الأزمة الماليّة. بدوره ، أكد نائب رئيس النقابة العامة لأصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة قد أكّد تسجيل نقص ملحوظ في عدد من الأدوية بالصيدليات، قائلا إنّ الأدوية المفقودة أساسية وتتعلّق بالأمراض المزمنة. وأوضح عميرة " أنّ الأدوية المفقودة تشمل مرض السكري وضغط الدم والسرطان والمضادات الحيوية، لافتا إلى أنّه يتمّ يوميا تحيين عدد الأدوية المفقودة. وذكّر بأنّ السبب الرئيسي للنقص المُسجّل هو الوضعية الصعبة التي تعيشها الصيدلية المركزية. ومن المرتقب أن ينعقد قريبا مجلس وزاري لتدارس سبل إنقاذ الصيدلية المركزيّة. في المقابل، فند وزير الصحة عماد الحمامي ذلك ، وأكد ، الإثنين 4 جوان 2018 ، توفّر الأدوية الحياتية، مشيرا إلى وجود نقص في بعض الأدوية وإلى أنّ جنيسها متوفّر. وقال الحمامي "في وزارة الصحة لا نعتبر وجود أية أزمة في الأدوية"، لافتا إلى أن الاحتياطي الاستراتيجي من الأدوية يكفي ل3 أشهر على الأقلّ. يذكر أنّ اتحاد الشغل تدخل في مسألة ديون الصيدليّة، وسبق أن تمّ عقد مجلس وزاريّ بتاريخ 6 نوفمبر 2017، حيث تمّ الاتفاق على أنّ يسدّد "الكنام" ما قيمته 33.8 مليون دينار شهريّا، في حين تعهّدت المستشفيات بخلاص 20 مليون دينار شهريّا، وكانت هذه الإجراءات من أجل تجاوز أزمة الديون التي تعيش على وقعها الصيدليّة، غير أنّ ذلك لم يتمّ إذ لم يسدد الا ما قيمته 13.8 مليون دينار فقط من قبل "الكنام" وفقط 6 مليون دينار من قبل المستشفيات.