الكثير من هؤلاء الذين يطالبون بحقّهم في الإفطار في رمضان (وهو حقّهم..).. ولكن يريدون أن تفتح جميع المقاهي والمطاعم علنا لأجلهم في نهار رمضان.. وأن يدخّنوا ويأكلو ويشربوا أمام الملأ على قارعة الطريق.. وذلك باسم الحريّة الشخصيّة.. والحريّة الدينيّة.. وحريّة المعتقد.. وحريّة الضمير.. الكثير من هؤلاء.. هم أنفسهم.. يضايقون غيرهم في ممارسة حريّاتهم الشخصيّة والدينيّة.. فتراهم ينتقدون غيرهم من المقبلين على الممارسات الدينيّة.. ويسخرون من ممارسة الشعائر الدينيّة المختلفة.. ويعيبون ا...لاحتفال بالمناسبات الدينيّة.. من رمضان إلى عيد الإضحى والحجّ.. وينكرون حقّ الناس في ارتداء ما يعجبهم من أزياء تتوافق مع معتقداتهم الدينيّة.. ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها.. ويندبون وينتحبون.. كلّما سمعوا بافتتاح نزل سياحيّ لا خمر فيه ولا كحول.. وكأنّ تعريف الفندق السياحي عندهم هو خمّارة أو لا يكون.. هؤلاء لا يؤمنون في الحقيقة لا بالحريّات الشخصيّة ولا الدينيّة.. ولا بحريّة المعتقد ولا الضمير ولا الرأي.. كما يزعمون.. وكما يتشدّقون زيفا صباحا مساء.. وإنّما يؤمنون فقط بأنّ حريّتهم هي في أن يفرضوا رأيهم وأفكارهم ومعتقداتهم هم على غيرهم.. لاعتقادهم أنّهم هم بمفردهم الذين على حقّ وصواب.. وأنّ غيرهم يجب أن يؤمنوا بما يؤمنون به وأن يعيشوا بحسب نمط معيشتهم.. دافعهم في ذلك نرجسيّة متضخّمة.. وعقدة تفوّق مقيتة.. وفكر ضحل أجوف..!!!