أصدرت ما وصفت بقواعد نداء تونس بيانا شديد اللهجة طالبت فيه بحل القيادة الحالية في الحركة بما فيها المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي وذلك باعتبارهم السبب الحقيقي والرئيسي في الأزمة الحاصلة في الحزب كما طالبوا بالإعداد لمؤتمر انتخابي يفرز قيادة جديدة تخرج الحزب من خلافاته وتمثل الحل. السؤال هنا : هل ما طرح هو الحل؟ علينا أولا أن نشير كون من هذه المبادرة طرحت سابقا أكثر من مرة بما فيها بعد أزمة الانشقاقات بعد انتخابات 2014.لكن ما يلفت الانتباه هنا أن هذه المبادرة أو الدعوة جاءت من قواعد الحزب وليس قيادييه وهنا علينا أن نشير الى مسألة مهمة قد تكون أهم أسباب ما يحصل في نداء تونس وهي البراغماتية أو بالأصح انتهاز الفرص و اللعب على الحبلين.
مواقف القيادات غامضة و "مصلحية" هناك قيادات في نداء تونس ممن يطلق عليهم الصف الأول هؤلاء انقسموا بين مساند لحافظ قائد السبسي مراهنا على فوزه في الصراع الحالي مع يوسف الشاهد وأبرز هؤلاء خالد شوكات صاحب نظرية العناية الالهية والذي عبر عن موقفه صراحة كونه ضد الشاهد حاليا ومع حافظ. الشخصية الأخرى هي الفاضل عمران الذي هاجم الشاهد عديد المرات ودعاه للاستقالة. موقف سفيان طوبال واضح وصريح هو الآخر أي الدعم الكامل لقائد السبسي الابن . في مقابل هذا هناك شخصيات تدعم الشاهد أن صراحة أو ضمنيا مثل زهرة ادريس وفوزي اللومي وسلمى اللومي . قسم ثالث
القسم الثالث هو الذين يمكن وصفهم بالمنتظرين على الربوة والذين لم يحددوا موقفهم صراحة ومنهم خاصة الذين يتولون مناصب في الحكومة حيث أنهم بين نارين: اعلان الموقف أي مع الشاهد وبالتالي الرد سيكون من قائد السبسي الابن اعلان العداوة أو دعم الأخير وبالتالي خسارة المنصب الوزاري ان استطاع الشاهد ان يربح الرهان. من بين الأسماء الأخرى أيضا ناجي جلول الذي لم يعلن موقفه صراحة ولم يعطي رأيه في الصراع السياسي الدائر واكتفى بتعبيرات فيسبوكية حول ضرورة الوحدة وتجاوز الخلافات في حين أنه أكثر من يدرك من هو سبب المشكل الحقيقي.