ينتظم يوم الجمعة 12 جوان الجاري بمقر بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ، 14 شارع الولاياتالمتحدة البلفيدير تونس على الساعة الثانية والنصف ظهرا لقاء فكريّ مع الأستاذ فتحي بن الحاج يحي لتقديم كتابه "الحبس كذّاب والحي يروّح" وسينشّط اللقاء الصحفي زياد كريشان. "أول صلتي بالكتابة نشأت في السجن. ملاحظات وأسئلة على هوامش بعض الكتب طرائف كنت أخاف عليها من الضياع. أحداث ووقائع ما أن تلج الورق حتى يفقد فيها الهزل أثره كلما اقترب من دائرة الوجع، وتضيع فيها علامات الوجع كلما لبست ثوب العبثية. ضاعت كلها بعد خروجي من السجن أو لعلها لا تزال مقبورة حيث أودعتها، ومكانها ضاع في ذاكرتي... "اليسار التونسي حكاية أجيال متعاقبة : أحلى ما فيها عناد على رفع التحدي، ورفض أن يختزل الوطن في الشخص الواحد، وحلم بصناعة غد أفضل، ومُرّها أنها ولدت انكسارات وبعض يأس... وآفاق لبسها الإبهام بقدر ما لبست آفاقنا أحلاما... وإيمانا وعطاء". "الصورة التي نقلتها ستظل أحادية الجانب... بالضرورة. ينقصها الكثير، وتنقصها خاصة صفحة لها أكثر من معنى، وأبلغ من قراءة، وهي صفحة رفيقاتي السجينات اللاتي انخرطن بمثل انخراطنا في الحلم، ودفعن أكثر منا في بعض تفاصيل من حياتهن، كما تدفع المرأة يوميا أشياء، قد تبدو للرجل تفاصيل في مجتمع ذكوري. أجيال بنات دخلن سجن النساء بمنوبة في الزمن البورقيبي. كان الزعيم يريد المرأة أن تقتحم معترك الحياة، فإذا ببعض "بناته" يدخلنها من أبواب لم تكن مدرجة في مجال الرؤية الحداثية المبتورة في حرياتها".