الكفاح السياسي في الفكر البورقيبي" محور لقاء في نطاق منتدى الفكر السياسي للحزب الحاكم في إطار إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب برقيبة وكذلك الذكرى 72 لحوادث 9 أفريل 1983 وبإذن من الرئيس زين العابدين بن علي التام يوم الخميس 8 أفريل 2010 لقاء في إطار منتدى الفكر السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي تحت عنوان "الكفاح السياسي في الفكر البورقيبي". وقدم السيد الهادي البكوش عضو اللجنة المركزية للتجمع الوزير الأول الأسبق محاضرة حلل فيها خصوصيات الكفاح السياسي في فكر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ومراحله وأهدافه. وأعرب المحاضر عن بالغ التقدير لحرص رئيس زين العابدين بن علي شخصيا على إحياء ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة من خلال التحول إلى مدينة المنستير لزيارة ضريحه والترحم علي روحه وإسداء تعليمات سامية بإعادة ترميم هذه المعلم الوطني وتعهده بالصيانة الدائمة إلى جانب الاذن في اجتماع الديوان السياسي ليوم 25 مارس بإعداد برنامج متنوع إحياء لهذه الذكرى الوطنية. وأشار إلى طبيعة العلاقة التي تربط الرئيس زين العابدين بن علي بالزعيم بورقيبة والتي تقترن فيها الأبعاد الشخصية بالأبعاد التاريخية والموضوعية مؤكدا أن سيادة الرئيس يعد اليوم مصلحا مجددا يواصل مشوار مسيرة البناء والتحديث. وأبرز رمزية اقتران ذكرى وفاة الزعيم بورقيبة بالذكرى 72 لأحداث 9 أفريل إحدى المعارك الحاسمة في تاريخ تونس النضالي من أجل الاستقلال والتي شكلت محطة أساسية في حياة الحبيب بورقيبة وكفاحه. وبعد أن ذكر بمناقب الزعيم الراحل الذي اشتهر ببسالته وصموده فكرا ونضالا من اجل الحرية والاستقلال وتحقيق الجلاء التام عن الأراضي التونسية بين عضو اللجنة المركزية أن أهم فترات الكفاح البورقيبي الوطني برزت في السنوات 1934 و1938 و1952 التي خاض فيها الراحل معارك ضد المستعمر بكل شجاعة وثبات. وأوضح أن الكفاح في الفكر البورقيبي يعتمد أساسا على الشعب وسائله أحيانا سلمية وأحيانا أخرى دامية ومنطلقه الواقعية والاعتدال مشيرا إلى سياسة المرحلية التي كان يتوخاها الزعيم بورقيبة والتي قادت إلى الاستقلال التام وتعرض إلى جوانب الحوار السياسي والجدل والحملات الصحفية سيما عبر بعث جريدة "العمل" والإضرابات وإثارة الغضب ودعم المقاومة المسلحة التي كان يتوخاها ورفاقه في هذا المسار الكفاحي ، وبين أن الزعيم واصل بعد الاستقلال الداخلي رسالته التحريرية بالنضال من أجل الاستقلال التام والجلاء الزراعي وقام كأول رئيس لتونس المستقلة ببناء الدولة الحديثة وإلغاء نظام البايات مؤسسا للجمهورية والمجتمع المتقدم وبإصدار قانون مجلة الأحوال الشخصية وتعصير القضاء وتوحيد التعليم وإلغاء نظام الأحباس. وتحدث عن قدرة الزعيم الراحل على مواجهة عديد القضايا الصعبة قبل أن يتقدم به السن ويخيم الخطر على مستقبل البلاد ويتولي الرئيس زين العابدين بن علي الوزير الأول آنذاك بشجاعة المسؤولية الأولى للدولة حفاظا على سلامة الوطن واستقراره. وكان السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع رفع لدى افتتاحه هذا اللقاء اصدق عبارات التقدير والإكبار إلى الرئيس زين العابدين بن علي لما يوليه من عناية فائقة لرصيد تونس النضالي واهتمام كبير بالذاكرة الوطنية والذي يتجلى من خلال حرصه على إحياء الذكريات والمناسبات الوطنية وعلى تثمين المناضلين والمقاومين وإبراز مآثر القادة والزعماء وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة. وابرز الرعاية الرئاسية السامية لكل من ضحى في سبيل الوطن والدفاع عن عزته وكرامته والوفاء الدائم لشهداء تونس الأبرار الذين قدموا أرواحهم الزكية فداء للبلاد سواء في حوادث 9 افريل 1938 أو في غيرها من المحطات المضيئة للكفاح الوطني. وأكد ان ما حققه الرئيس زين العابدين بن علي من عظيم المكاسب والانجازات لفائدة تونس وشعبها يمثل أروع مظاهر الإخلاص للوطن والوفاء للإرث النضالي الوضاء مبرزا تأكيد سيادته الدائم على أن الحفاظ على مكاسب البلاد التاريخية وتعزيزها أمانة لا تقل شرفا عن الكفاح من أجل الحرية والاستقلال. وقد حضر هذا اللقاء عدد من أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية للتجمع وجمع هام من المقاومين والمناضلين. (المصدر:وكالة تونس إفريقيا للأنباء)