خص الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول زعماء الكفاح الوطني وقادته بعناية فائقة ومكانة هامة وحرص في كل المناسبات الوطنية على التذكير بنضالهم واستحضار تضحيات الشهداء والمقاومين والمناضلين والتعبير عن اكباره لاجيال الاستقلال الذين ساهموا في ارساء دعائم الدولة الحديثة وفي دفع مسيرة البناء وتدعيم مقومات الاستقلال والسيادة الوطنية. وقد تجددت هذه العناية من خلال تحول رئيس الدولة صباح الاثنين الى المنستير للاشراف بروضة ال بورقيبة على موكب احياء الذكرى التاسعة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة تقديرا لما بذله الزعيم الراحل من تضحيات جسام ولما تحلى به من وطنية صادقة في سبيل استقلال البلاد وبناء الدولة وتامين مقومات سيادتها وكرامتها. ويبرز اعتراف الرئيس زين العابدين بن علي لكل من ناضل في سبيل عزة تونس وكرامتها ولتضحيات الشهداء والمقاومين كذلك في الحرص على احياء الاحداث الوطنية والاحتفال بالمحطات التاريخية في الكفاح الوطني ومن بينها حوادث 9 افريل 1938 التي يحيي الشعب التونسي يوم الخميس بكل نخوة واعتزاز ذكراها الحادية والسبعين وفاء لارواح الشهداء البررة. وتخليدا لهذه الذكرى المجيدة. فقد مثلت هذه الحوادث التي اندلعت على اثر خروج الشعب التونسي بكل فئاته واجياله في مختلف الجهات للمطالبة باصلاحات سياسية وببرلمان تونسي منعرجا هاما في مسيرة الكفاح الوطنى كان له الاثر الحاسم في تاريخ الحركة الوطنية بقيادة الحزب الحر الدستورى باعتبارها هيات لمرحلة لاحقة من الكفاح والنضال توجت بتحقيق الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ثم اعلان النظام الجمهورى في 25 جويلية 1957 وتعد حوادث 9 افريل جزء من الارث النضالي لتونس الزاخر بالامجاد والذى يحرص الرئيس زين العابدين بن علي على استحضاره دائما حتى يبقى حيا في الذاكرة الوطنية يستخلص منه ابناء الشعب العبر وينهلون منه معاني الوفاء للوطن والولاء له دون سواه. وتبرز العناية بجيل الكفاح التحريرى ايضا من خلال احداث مجلس استشارى للمقاومين والمناضلين تحول الى مجلس للمقاومينوكبار المناضلين في اطار قرارات اعلنها سيادة الرئيس بمناسبة مؤتمر التحدى للتجمع الدستورى الديمقراطي بهدف تمكين أعضاء هذا المجلس من أن يكونوا بصفتهم تلك أعضاء باللجنة المركزية مما يتيح مزيد تفتح التجمع على أجيال المناضلين الذين كانت لهم اسهامات متميزة في بناء الدولة الحديثة وواصلوا البذل والعطاء والمثابرة ومثلوا بذلك خير سند للتغيير ولمشروعه الاصلاحي. كما يتجلى العرفان بماثر الشهداء في دعوة رئيس الدولة الى صيانة اضرحتهم في مختلف الجهات والى اقامة متحف يخلد ذكرى الزعيم الحبيب بورقيبة في روضة ال بورقيبة الى جانب اعادة تهيئة ضريح المناضل النقابي الوطني الزعيم فرحات حشاد بساحة القصبة بالعاصمة. وبالاضافة الى ذلك تم سنة 1990 أحداث المعهد الاعلى لتاريخ الحركة الوطنية ليتولى تدوين المعطيات والمعلومات المتعلقة بتاريخ الحركة وبالسيرة الذاتية للزعماء والمقاومين فضلا عن تجميع المصادر والمراجع والدراسات المتعلقة بمختلف اشكال مقاومة الاستعمار وتوثيق ما ينجزه باحثوه من تسجيلات لشهادات المناضلين او شهود العيان. وجاء الميثاق الوطني للشباب الذى توج سنة للحوار مع الشباب دعا اليه الرئيس زين العابدين بن علي ووضع تحت شعار تونس اولا ليحث على ضرورة ادراج مسالة قدسية الرموز التونسية ضمن محاور الاستراتيجية الشبابية القادمة باعتبارها تذكي روح الوطنية لدى الشباب. وقد اكد الميثاق ان هذا الشعار يترجم ادراك الشباب ووعيه بالثوابت والمبادىء والقيم والمراجع الوطنية ووفاءه للوطن وامجاده ولارواح شهدائه وتقديره لعظمائه ومصلحيه وزعمائه.