التونسية (تونس) منذ انبعاثه سنة 1964, ومهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة يقطع خطوات ثابتة في مسيرة الفن الرابع... ومن تسمية إلى أخرى ودورة تلو دورة يعلن المهرجان مدينة قربة عاصمة الثقافة والهواية والمسرح يؤمّها هواة المسرح من شمال تونس وجنوبها, غير أن الدورة 39 للمهرجان شهدت احتجاجات واختلافات بين المشاركين فيها وهيئة المهرجان كادت أن تحول دون إتمام فعاليات اختتام المهرجان ليلة 5 سبتمبر الجاري .و في ما يلي التفاصيل ووجهات نظر كل الأطراف... كادت فعاليات مهرجان قربة لمسرح الهواة أن تتوّقف في آخر لحظاتها وقبل سهرة الاختتام بساعات ,لولا التوّصل إلى اتفاق بين هيئة المهرجان برئاسة سليم قربع وبين المسرحيين المحتجين أنقذ الدورة من التعليق أو الإلغاء. وقد فازت بالجائزة الأولى مسرحية «انتيقون» لجمعية «نيابوليس آر»في حين حظيت مسرحية «خنّار»لجمعية النجم التمثيلي بقفصة بالجائزة الثانية. أما الجائزة الثالثة فوّزعت بالتساوي بين مسرحية «مراحيل» لجمعية مهرجان عمر خلفة للمسرح بتطاوين ومسرحية «البخارة» لجمعية النضال المسرحي بتونس.و تشارك المسرحيات المتوجة لأول مرة في أيام قرطاج المسرحية 2013. احتجاج... وعريضة في اليوم المحدّد لإسدال ستائر الاختتام على فعاليات الدورة 39 لمهرجان قربة للهواة, أصدر عدد من المسرحيين الهواة المواكبين لهذه الدورة عريضة قالوا إنها تمخضت عن «تشخيص لواقع هذه التظاهرة الثقافية العريقة والعزيزة على كل هواة المسرح... واعتبارا لحالة العطالة والخلل الواضح والتدهور الخطير الذي طغى على مجريات الدورة التاسعة والثلاثين للمهرجان». اتهّم البيان الهيئة المديرة للمهرجان بأنها تعتبر هذه التظاهرة «وليمة للتمعش والاسترزاق وفرصة لإرضاء المسؤولين والسلط الرسمية». وسبق لهؤلاء المسرحيين الهواة أن احتجوا يوم 4 سبتمبر الجاري على عرض مسرحية «فارس النواثير» لجمعية السنابل للمسرح بالكاف معتبرين إيّاها دون المستوى المطلوب للمشاركة في المهرجان طاعنين في مقاييس لجنة انتقاء العروض. كما صاحبت أيام المهرجان احتجاجات من هنا وهناك تعلّقت بالتنظيم والهيكلة والمضمون... وتطوّرت هذه الاحتجاجات إلى حدّ مطالبة هيئة الدورة بالتعهد الكتابي والفوري بتحديد موعد لجلسة عامة انتخابية خارقة للعادة يفتح فيها المجال لجميع الهواة في الجمهورية التونسية وذلك في أجل أقصاه يوم 5 أكتوبر المقبل. تحرّكات لتدمير المهرجان «هم هواة لا يمثّلون كل المشاركين في المهرجان وتحّركهم أطراف معينّة لتدمير مهرجان قربة... بعد أن فشلت محاولاتهم في السمسرة وإملاء الشروط على هيئة المهرجان» هكذا كان ردّ سليم قربع مدير الدورة 39 لمهرجان قربة لمسرح الهواة على التحركات والاحتجاجات التي عرفتها دورة هذا العام. وذهب قربع إلى أنّ روح الديمقراطية ورحابة صدر الهيئة المديرة دفعت البعض إلى التدخل في الأمور الداخلية للمهرجان في جهل للآليات القانونية والتقاليد المتعارف عليها في تنصيب هيئة المهرجان التي تخصّ جمعية مهرجان قربة وحدها. وبخصوص مضمون العروض المسرحية سيّما عرض 4 ديسمبر المثير للجدل أكد مدير الدورة أنه تم الاعتذار للمسرحيين والحضور باعتبار أن العرض المذكور لا يعكس قيمة المهرجان ومستواه المسرحي.كما شدّد على أنّ الكلّ اجتهد في تأمين اقامة لائقة وكريمة لضيوف المهرجان رغم الظروف الاستثنائية التي تعرفها البلاد معتبرا أن ما حصل مجرّد ركوب على الأحداث ومن باب المهاترات للظهور في صورة الأبطال... وأكد مدير الدورة 39 سليم قربع أن الهيئة المديرة اجتهدت من أجل الإبداع والتميّز وفي أطر من الشفافية والمصداقية وذكر أن التقريرين الأدبي والمالي يثبتان ذلك. وأضاف قائلا: «مهرجان قربة أقدم من الجميع ولا يرتبط تاريخه العريق بهيئة أو بأخرى...بل إنّه في نهاية كل دورة يولد من جديد». مقترحات للإصلاح بين احتجاجات بعض المسرحيين الهواة وتبريرات الهيئة المديرة, يبقى مهرجان قربة لمسرح الهواة العريق في حاجة دوما إلى التحسين والتطوير حتى يحفظ إرث الجهة المسرحي ويكون في مستوى تطلعات الفن الرابع. وإن لم تكن لجنة التحكيم طرفا في الخلاف بين هيئة المهرجان والمسرحيين الهواة فإنها كانت شاهد عيان على ما حدث... وفي هذا السياق اتصلت «التونسية» بالمسرحي نبيل ميهوب وعضو لجنة التحكيم في الدورة 39 للمهرجان في بسط لمقاربته التقييمية حول هذا الحدث الثقافي فقال ميهوب إن درجة تقييم العروض المشاركة في هذه الدورة تختلف ما بين المقبولة ودون المتوسط والمتواضعة. كما اعتبر أنه من الخطإ القبول بمشاركة مشاريع التخرج لطلبة المعهد الأعلى للفن المسرحي في مهرجان مسرحي مخصص أساسا للهواة مشيرا إلى أن هؤلاء الطلبة يعدّون من المسرحيين المحترفين ,فلماذا يزاحمون الهواة؟ أما عن الإصلاحات التي يراها ضرورية وعاجلة لإنقاذ مهرجان قربة لمسرح الهواة من الاندثار فقد شدّد المسرحي نبيل ميهوب على أن هذه التظاهرة المسرحية رغم عراقتها وتاريخها المشرّف في خدمة المسرح التونسي وفي صنع أسماء كبرى في عالم الفن الرابع راوحت مكانها ولم تطوّر نفسها في المواسم الأخيرة مشيرا إلى أنه لابدّ من مراجعة جديةّ لضخ دماء جديدة في جسد مهرجان قربة الذي شارف على سنواته الخمسين. ودعا ميهوب إلى إعادة هيكلة على مستوى التنظيم ومراجعة مقاييس اختيار العروض لتكون في قيمة المهرجان. كما نادى بوجوب الفصل بين الهواية والاحتراف حتى لا تختلط الأوراق في تقييم العروض ويبقى المهرجان وفياّ لهويتّه وتسميته: مهرجان قربة لمسرح الهواة.