واصل، المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية سلسلة لقاءاته بعدد من القيادات السياسية والاقتصادية والحقوقية لحلحلة الازمة التي تمر بها تونس حيث التقى كلاّ من الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي وقيس سعيد أستاذ القانون الدستوري وسعيد الخرشوفي الناطق الرسمي باسم «تيار المحبة» والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي. وعبر محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري إثر لقائه برئيس الجمهورية عن وجود تخوفات من عدم إيفاء الدولة بالتزاماتها المالية في ما يتعلق بدفع الاجور خلال الأشهر القادمة إن تواصلت الازمة السياسية. وقال العياري أن الوضع الإقتصادي والمالي في البلاد صعب، مستدركا في الان نفسه بالقول « لكن الأمر غير مستعص وتقنيات حل الوضع موجودة». مشيرا إلى مدى تأثر الوضع الاقتصادي في تونس بما تعيشه البلاد من أجواء سياسية وأمنية غير مستقرة داعيا الجميع إلى تجاوز هذا الوضع بأقصى سرعة للخروج من الأزمة بسلام. وشدد محافظ البنك على ضرورة إيجاد حلول للازمة السياسية في أقرب الآجال للحيلولة دون تفاقم الوضع الإقتصادي والمالي وتدهوره اكثر مما هو عليه موضحا أن تونس تمر بوضع اقتصادي ومالي صعب ولكنه ليس بالخطورة التي يروج لها البعض، لافتا إلى أنه كلما تأخرت الأطراف السياسية في الوصول إلى حل لتجاوز خلافاتها ازداد الوضع صعوبة وتراكمت التحديات والرهانات الاقتصادية المطروحة على المجموعة الوطنية . من جانبه أوضح الأستاذ قيس سعيد، أن اللقاء كان مناسبة لاستعراض جملة من التصورات الممكنة للخروج من الأزمة الراهنة سواء من الناحية القانونية أو من الناحية السياسية، مشددا على وجود ارادة حقيقية من قبل عديد الأطراف للخروج من هذا الوضع. وشدد سعيد على ضرورة اجتماع جميع الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني حول طاولة المفاوضات للبحث السريع عن مخرج للازمة الراهنة في كنف الوفاق الوطني. وأكد في السياق ذاته على ضرورة أن تصب جميع التصورات المطروحة للخروج من الأزمة في تامين تجاوز المرحلة الانتقالية في اقرب وقت ممكن والمرور إلى مرحلة المؤسسات الدائمة. كما بين سعيد ان اللقاء شهد ايضا تقييما للتصورات التي كانت قد طرحت منذ بداية المرحلة الانتقالية الثانية والأسباب التي ادت إلى هذا الوضع، لافتا إلى ضرورة وضع تصور جديد يقطع مع الفكر السياسي والإداري الذي كان قائما منذ أكثر من خمسين سنة وأن تعود الارادة والسيادة إلى صاحبها الأصلي ألا وهو الشعب التونسي. في المقابل، أوضح سعيد الخرشوفي الناطق الرسمي باسم «تيار المحبة» والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي أنه أبلغ رئيس الجمهورية إكبار زعيم «تيار المحبة» لمواقفه الوطنية داعيا إياه إلى مزيد بلورة مواقفه الداعمة للديمقراطية واحترام سيادة الشعب وتجنيب وقوع البلاد في منزلقات خطيرة قد تهدد مسار الثورة. و أشار الخرشوفي إلى أنه أكد لرئيس الجمهورية تمسك «تيار المحبة» بمبادئ الديمقراطية وبالمؤسسات المنبثقة عن الانتخابات الفارطة وإن لم يتسن ذلك فإنه يتوجب التوجه إلى انتخابات تشريعية مبكرة تنبثق عنها حكومة لمدة خمس سنوات تسهر على استكمال صياغة الدستور الجديد وتسيير شؤون البلاد إلى حين تنظيم انتخابات قادمة. وقال الخرشوفي أنه سلّم رئيس الجمهورية رسالة خطية من زعيم «تيار المحبة» محمد الهاشمي الحامدي.