تتزامن العودة الدراسية والجامعية بإقبال غير معهود على المصالح البلدية والقباضات ومصالح البريد وشبابيك شركات النقل والإدارات المعنية باستخراج الوثائق والوصولات . ورغم أن هذه الفترة هي فترة ذروة سنوية يعلمها كل موظف وكل الإدارات فإنه من الغريب أن تعود بعض إداراتنا إلى عادات خلنا أنها رحلت بلا عودة مع رحيل النظام السابق. «الريزو طايح ارجع غدوة» عبارة نسمعها في أكثر من مصلحة وإدارة في ولاية نابل وكأنها نسخة مطابقة للأصل لتكتيك مشترك للتملص من ضغط العمل مع ما يعني ذلك من استهتار بشؤون ومصالح المواطن. ولسأل ان يسأل عن اختيار هذا الأسلوب بلا موجب بل هي عادة سيئة قد تحتاج لسنوات حتى تتخلص منها اداراتنا وتصبح قادرة على الاستجابة الحينية والفورية لمطالب المواطنين وفي استقصاء لهذه الظاهرة تحولنا إلى إحدى إدارات الجهة «القباضة المالية» بالحمامات حيث أجابنا مسؤول بها بأن المواطن التونسي «ما يعجبوش العجب» ملاحظا أنه بالرغم من كل المجهودات المبذولة من طرف الأعوان فإن رغبة المواطن في قضاء شأنه أسرع حتى من جهاز الإعلامية بحد ذاته ملاحظا أن من عادات المواطن السيئة انه لا يعد وثائقه الا في اللحظات الأخيرة مما يولّد الضغط وقلة الصبر الى جانب أن ما تشهده القباضة المالية بالحمامات من تزايد في المتساكنين والمصطافيين في فصل الصيف يجعل عملية العمل اصعب والحاجة ألح الى قباضات اخرى. وردا على سؤالنا حول مسألة «الريزو» و«ارجع غدوة» نفى المسؤول قطعيا الموضوع واشار الى أنه أحيانا يطرأ عطب على الشبكة ولوقت لا يتجاوز الخمس دقائق ثم تعود المنظومة للعمل الى جانب أن بعض الوثائق تتطلب التدقيق والتفحص وفي أقصى الحالات يتم تسليمها في الغد دون تأخير وأن مصلحة الحريف تبقى هي الأولى ومن ابرز اهتمامات الإدارة التونسية. تركنا القباضة وتوجهنا الى أحد مراكز الفحص الفني وهناك استقبلنا فتحي وهو جالس امام الإدارة الفنية للفحص الفني بنابل قائلا: «عادت حليمة لعادتها القديمة» ملاحظا أن ما عاشه في ثلاثة ايام متتالية بالمركز المذكورمن ذهاب واياب من اجل توريد سيارة ومن تعطيلات على حد قوله ليس سوى استهتار بالمواطن وتلاعب بمصالحه محدثنا عبر عن استيائه من عادة بعض الموظفين بالمركز غلق نافذة استقبال المواطنين لقضاء بعض الشؤون الخاصة وخاصة للرد على رنات جوالاتهم . هذه عيّنة من معاناة المواطنين مع بعض الادارات فمتى تستفيق الضمائر وتغلب مصلحة المواطن؟ .