سرع حسين العباسي يومي السبت والأحد في وتيرة لقاءاته بممثلي الأحزاب بعد ماراطون لقاءات واجتماع الهيئة الإدارية التي انعقدت يوم الجمعة الماضي . هذه المشاورات انطلقت يوم السبت بلقاء مع عبد اللطيف المكي عضو مجلس الشورى لحركة النهضة وتواصل ثلاث ساعات كما كان للعباسي يوم الأحد لقاءات مع كل من سعيد الخشروفي ممثل تيار المحبة ثم كان اللقاء بمحمد الحامدي الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي ثم مع زياد الأخضر الأمين العام لحزب "الوطنيون الديمقراطيون " الموحد . كل هذه اللقاءات كانت تصب في اتجاه الكشف عن ملامح خريطة الطريق لتنفيذ مبادرة المنظمات الراعية للحوار ، ومن المنتظر أن تكون للعباسي لقاءات مع التكتل والمؤتمر و بقية الأحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي لإقناعها بخريطة الطريق . وأمام المهلة بأسبوع التي قدمها اتحاد الشغل لإنهاء المشاورات مازالت ملامح نتائج هذه اللقاءات غير واضحة نتيجة "تعنت " النهضة والمؤتمر تجاه مقترحات المنظمات الراعية وكان محمد بنور، الناطق الرسمي للتكتل من اجل العمل والحريات قد أكد في تصريح صحفي أن تعطل المفاوضات الجارية مع المنظمات الاربع الراعية للحوار الوطني ومبادرة الاتحاد سببه حزبا النهضة والمؤتمر وذلك نظرا لشروطهم المتعددة. وكان عماد الدايمي الأمين العام للمؤتمر قد اعتبر ان المنظمات الراعية غير محايدة و صرح بهذا الموقف وهو في طريقه آنذاك إلى لقاء العباسي وبدا متناقضا مع موقفه المعلن في الصحافة حيث أكد لحسين العباسي دعمه لمبادرة الرباعي . في حين أن النهضة ستعلن عن موقفها إثر اجتماع مجلس الشورى وسيعلن عن موقفها النهائي في لقاء منتظر بين الرباعي وراشد الغنوشي .
ضغط الوقت سيكون حاسما لتحديد المواقف ويبدو أن اتحاد الشغل بدأ يجهز في قواعده ونقاباته لأي سيناريوهات منتظرة ولعل الرسالة التي وجهتها الهيئة الإدارية إلى الترويكا باتهامها بأنها لم تقدم التنازلات الكافية يجعل الائتلاف الحاكم أمام ضروريات التنازل وخاصة في علاقة بموعد استقالة الحكومة .