من المنتظر ان يستانف الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة بداية من الاسبوع القادم جملة الحوارات والمشاورات من اجل الخروج بواقع سياسي جديد اكثر استقرار وثقة بين مختلف الفاعلين على الساحة ويأتي استئناف اللقاء في وقت تأجل فيه الحوار بين حسين العباسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الى يوم الاثنين القادم بعد ان كان مقررا ليوم أول امس او أمس على اقصى تقدير ووفقا لما تناقله نقابيون فان هذا التأجيل هو نتيجة للاجتماع المقرر لمجلس الشورى التابع لحركة النهضة والذي من المنتظر ان يناقش اخر مستجدات الوضع والحلول الاسلم الممكن تقديمها لطمانة الشارع التونسي وتهدئة الوضع وتجنب مزيد التصعيد ومن المتوقع ان يقدم الغنوشي خلال لقائه بالعباسي خلاصة الموقف النهائي لأعلى سلطة تقريرية بالحركة. وكان العباسي قد التقى بحر الاسبوع الجاري بالغنوشي الا ان لقاءهما لم يخرج بقرار واضح ويذكر ان الغنوشي قد وصف لقائه بالعباسي" بالايجابي والبناء ويفتح افاقا لكنه مازال في بداياته ويحتاج الى تعميق وجهات النظر والتشاور مع اطراف وطنية واجتماعية اخرى" وأضاف " انه تم الاتفاق على مواصلة التشاور خلال لقاء قريب قائلا "نحن نطمئن شعبنا اننا سائرون في طريق التهدئة وفي طريق انتاج حكومة وفاق وطني" وبالرغم من نبرة التفاؤل فان الغنوشي لم ينس أن يذكر بأن الحركة قدمت الكثير من التنازلات السياسية بدافع الوطنية على حد تعبيره حيث قال " ان حركة النهضة قدمت تنازلات كثيرة وهي لا تعتبرها تنازلات بقدر ما تعتبرها تضحيات ضرورية من اجل الوطن ومن اجل التوافق" وعلى عكس الغنوشي فقد كان لحسين العباسي تقييم مخالف تماما اذ انه اتهم بشكل مباشر الاحزاب بما في ذلك حركة النهضة بتعطيل مبادرة الاتحاد وقال العباسي في هذا الشان " ان مبادرة الاتحاد مازالت الى حد الان تلقى صعوبات سواء من حركة النهضة اومن الاحزاب المعارضة وان الحوارات مازالت في بداية الطريق وهي لا تبعث على التفاول ولا على التشاوم" واضاف " ان بعض المواقف ليست بالمستوى المطلوب الذى نادت اليه مبادرة الاتحاد معتبرا انه يمكن لهذه المواقف ان تتطور بتكثيف الحوارات مع بقية الاحزاب ومع حركة النهضة" فهل ينقذ اللقاء الثاني بين رأسي المشهد الوضع السياسي في تونس؟