التونسية (تونس) تنعقد صباح اليوم بنزل «الديبلوماسي» بالعاصمة الندوة الصحفية للمنظمات الراعية للحوار الوطني وهي ندوة تنعقد لأول مرة وتعتبر لحظة تاريخية فارقة على مستوى القرارات التي قد يتم اتخاذها خاصة في ظل تعبير عديد الأحزاب المعنية بالسلطة في المرحلة القادمة عن احترازها وتحفظها على بعض النقاط . هذا الأمر جعل المنظمات الراعية للحوار تقرر اليوم الكشف عن الحقائق كاملة وأسباب عدم التوصل إلى حلول توجه الجميع نحو الحوار الوطني ويبدو أن عوائق انتخابوية سيطرت على الأحزاب إضافة إلى وجود صفقات خفية بين بعض الأحزاب مازالت لم تر النور بعد وقد تكون حالت دون التوصل إلى حلول. والصفقات المشار اليها قد تكون جعلت الرباعي يرفض الخوض فيها أو تبنيها ولم يرد الدخول في مجال المناورات الخفية ولعبة الصالونات واللقاءات الخفية، فقد علمنا على سبيل الذكر لا الحصر أن بعض الأحزاب اقترحت على أحد ممثلي الرباعي إقصاء منصف المرزوقي من رئاسة الجمهورية واقترح طرف آخر خلط الأوراق من جديد وإخراج كل الأحزاب من «الترويكا» بما فيها المرزوقي وبن جعفر وهي مناورات رفضت المنظمات الراعية الخوض فيها احتراما لدورها الهادف إلى إيجاد حل وليس لخلق مشكل . وأمام تردد الأحزاب ورفض النواب المنسحبين لخارطة الطريق باعتبار أنها لا تنص صراحة على استقالة الحكومة قبل الخوض في الحوار جعل الرباعي يواجه صعوبات خاصة أن النواب المنسحبين تمسكوا بموقفهم إلى حد عشية أمس وجعل جبهة الإنقاذ لا تعلن عن موقفها إلى حدود مساء أمس وهو موقف اعتبر غير مشجع لدى المنظمات الراعية التي انتظرت الرد . المهم أن الرباعي سيكشف عمن عطّل وعرقل التوصل إلى اتفاق وكيف وجدت المنظمات نفسها في ورطة حقيقية بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتأزم الوضع السياسي مما خلق أزمة خانقة في البلاد كما سيتم توجيه الاتهامات لكل طرف عرقل التوصل إلى الحل . الرباعي سيكون صريحا للغاية وسيكشف مآل التفاوض وقد يتم الإعلان عن خطة جديدة للتوصل إلى استقالة الحكومة في اسرع وقت ممكن . أي موقف من بيان «النهضة» ؟ المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أن الرباعي غير مرتاح لرد «النهضة» وانه تم اعتباره مناورة جديدة ومحاولة لربح الوقت ولم يستجب للمطالب التي طرحتها المنظمات . من جهتها وافقت جبهة الإنقاذ وفي ساعة متأخرة من مساء أمس على خارطة الطريق وهو ما يجعل الترويكا في موقف صعب لا سيما أنها لم تقدم تنازلات كبيرة وكان مصدر داخل اتحاد الشغل قال في معرض تعليقه على بيان «النهضة» حول «قبول المبادرة الرباعية» أن لاتحاد الشغل اعتراضات على بيان الحركة أهمها : المرجع هو المبادرة وليس خارطة الطريق وقبول المبادرة لا يعني القبول بالخارطة. مما يعني العودة إلى نقطة الصفر. القول «بلا شروط» يعني الدخول في حوار دون تفاهمات أي جعل الحوار فارغا بلا محتوى . تقديم التوافقات في مسار التأسيسي وجعل ما تعلق بمسار الحكومة مرهونا به. تقديم روزنامة زمنية تنتهي بالمسار الحكومي يتعارض مع المبادرة الرباعية الدخول في حوار دون قبول استقالة الحكومة وترك مسألة الحكومة الجديدة للحوار هو مناورة واضحة وهو بيان ملغم مائع مراوغ يدخل في باب الحيل السياسية وهو إذن مرفوض.