حوار مباشر بين الفرقاء بداية الاسبوع القادم آمال كثيرة تعلق على خارطة الطريق التي أعلن عنها مؤخرا الرجل الأول في المنظمة الشغيلة حسين العباسي على اعتبار أنها تعد الورقة الأخيرة التي يستخدمها رباعي الحوار في معرض مشاوراتهم فإما الخروج بالبلاد من عنق الزجاج أو الدخول في سيناريوهات قد لا تحمد عقباها وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي قد أكد أن المنظمات الراعية للحوار في تونس توصلت إلى وضع خارطة طريق من أجل تفعيل مبادرتها على قاعدة استقالة الحكومة وعودة المجلس الوطني التأسيسي لمواصلة أعماله وقال في تصريحات نشرت أمس إن المنظمات الراعية ستبدأ من اليوم في الاتصال بالفرقاء السياسيين بهدف إقناعهم باعتماد خارطة الطريق على أن ينطلق الأسبوع المقبل وعلى أقصى تقدير التشاور بشان الشخصية الوفاقية التي ستقود المرحلة الانتقالية الثانية فضلا عن ضبط المهام التي ستكون موكولة للمجلس الوطني التأسيسي مؤكدا في السياق ذاته أن خارطة الطريق التي جرى التوافق بشأنها راعت مصلحة تونس قبل كل شيء واستجابت لتطلعات الأحزاب. وتقوم خارطة الطريق وفقا لما تناقلته مصادر إعلامية على 5 نقاط أساسية تتلخص في توقيع ميثاق يشمل الالتزامات والضمانات بين الفرقاء السياسيين بحضور الأطراف الراعية للحوار وقبول جبهة الإنقاذ بان تؤجل الاستقالة الفعلية للعريض إلى حين أن يستكمل رئيس الحكومة الجديد من تشكيل حكومة الإنقاذ فضلا عن تحديد عمل المجلس الوطني التأسيسي تحت إشراف لجنة من الخبراء لينحصر عمله في المصادقة على مشروع الدستور واستكمال تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى جانب تنقيح القانون المنظم للسلط العمومية صدى ايجابي ويبدو أن خارطة الطريق هذه قد لاقت صدى ايجابيا بالنظر إلى تصريح المولدي الرياحي عضو المكتب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي لوات حيث أكد أنه من المنتظر أن ينطلق الحوار المباشر لحل الأزمة السياسية بين الترويكا وجبهة الإنقاذ بداية الأسبوع المقبل موضحا أن التقدم في المفاوضات يسمح بانطلاق في حوار مباشر بداية الأسبوع القادم . وأكد الرياحي في نفس السياق أنه من الضرورى التوصل الى خارطة طريق مكتملة لانهاء المرحلة الانتقالية تنص على الآجال الواقعية لإجراء الانتخابات القادمة إلى جانب تحديد شكل الحكومة وطبيعتها ومهام المجلس الوطني التأسيسي، مشيرا إلى أن الائتلاف الحاكم والمعارضة والمنظات الراعية للحوار متفقون على استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مستقلة لا يترشح أعضاؤها إلى الانتخابات القادمة غير ان الخلاف استمر حول توقيت استقالة الحكومة وذكر المولدى الرياحي بأن الائتلاف الحاكم والمعارضة والمنظمات الراعية للحوار متفقون على استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مستقلة لا يترشح أعضاؤها إلى الانتخابات القادمة إلا أن الخلاف استمر حول توقيت استقالة الحكومة بالتوازي مع ذلك يعقد اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل هيئته الإدارية التي ستناقش مال المفاوضات الماراطونية التي امتدت على ما يقارب ال5 أسابيع وقد ينبثق عن اجتماع اليوم إما الإعلان عن تجاوز الأزمة السياسية وقبول الفرقاء السياسيين بخارطة الطريق التي في جوهرها تمثل تعديلا لمبادرة الاتحاد الأولى أو الإعلان عن فشل المفاوضات.. وفي صورة الإعلان عن الاحتمال الثاني فان البلاد ستكون مفتوحة سيناريوهات عديدة أولها القرارات التصعيدية التي ستنبثق عن جبهة الإنقاذ على اعتبار أن النواب المنسحبين من المجلس الوطني التأسيسي خيروا -وفقا لما أكدته مصادر مطلعة ل "الصباح"- أن يؤجلوا الندوة الصحفية التي كان من المقرر عقدها أول أمس في ظل التطورات التي شهدتها الساحة السياسية على غرار أولا خارطة الطريق التي أعلن عنها العباسي، وثانيا المعطيات التي وردت في الندوة الصحفية التي عقدتها أمس الجبهة الشعبية التي كشفت خلالها عن وجود معلومات أمنية لدى الإدارة العامة للأمن الوطني تفيد بان الشهيد البراهمي مستهدف من قبل عناصر سلفية قبل اغتياله بعدة ايام..وعليه فان هذا المعطى سيشكل حتما ورقة ضغط جديدة بالنسبة لجبهة الإنقاذ وللنواب المنسحبين الذين خيروا التريث في قراراتهم إلى حين ما ستسفر عليه الأيام القليلة القادمة من مستجدات فهل تنقذ خارطة طريق "رباعي الحوار" الوضع وتحمي البلاد والعباد من خطر المجهول؟