التونسية (تونس) كانت الخيبة كبيرة أمس لدى الرباعي المتفاوض للتوصل إلى حلول بين الفرقاء السياسيين. وكانت «التونسية» قد قالت في عدد أمس أن الصعوبات كبيرة وأن المفاجآت واردة من هذا الفريق أو ذاك وأشرنا إلى إمكانية قبول الترويكا لخارطة الطريق وقد كان في الحسبان أن يتم يوم أمس الخميس الإعلان الصريح والواضح عن هذا القبول الكامل، بل إنّ عماد الدايمي المبعوث الخاص للترويكا إلى اتحاد الشغل أكد قبل دخوله للقاء الأمين العام حسين العباسي أن الترويكا قبلت بخارطة الطريق وأنها مع الانطلاق الفوري للحوار الوطني بل اقترح انطلاقته أواخر الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع القادم. وقد عم الارتياح الجميع بإعلان «الترويكا» عن هذا القبول لكن يبدو أن الورقة التي قدمتها للرباعي الراعي للحوار لم تعكس كلام الدايمي على مستوى تمسكها بعدم تمكين الحكومة القادمة من صلاحيات كاملة. كما ترفض «الترويكا» ، حسب تسريبات ل«التونسية»، استقالة الحكومة قبل الانتهاء من صياغة الدستور وهو موقف جديد جعل الرباعي الراعي للحوار يقرر رسميا عقد ندوة صحفية غدا يُعلن فيها عن الحقائق الكاملة وعن فشل المفاوضات والمبادرة التي ولئن لاقت استحسانا كبيرا من الاتحاد الأوروبي وعديد المنظمات العالمية فإن الفرقاء السياسيين عبّروا كل من جهته عن تحفظات حزبية بالأساس ومرتبطة بالمعطى الانتخابي. من جهة أخرى لم تتخذ جبهة الإنقاذ بعد قرارا نهائيا من خارطة الطريق وثمّة مواقف غير متجانسة داخلها جعلها ترجئ قرارها النهائي إلى اليوم. هذا التذبذب في القبول بخارطة الطريق سيجعل المنظمات الراعية للحوار مطالبة بكشف الحقيقة كاملة للشعب التونسي عمّن عرقل الوصول إلى حل ومن تسبب في هذه اللخبطة وتأخر انطلاق الحوار ومن تراجع في أقواله وعن الاتفاقات ومن لم يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية وغلب المصلحة الحزبية الضيّقة . وقد يزداد الوضع تأزما بداية من الأسبوع القادم في صورة إعلان المنظمات الراعية عن فشل الوساطة وهنا سيتم الإعلان عن مواقف وقرارات جديدة قد تأخذ نسقا تصاعديا. وفي نفس يوم الندوة الصحفية لرباعي الحوار ستنعقد الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل وقد تتخذ مباشرة قرارات ب«التصعيد» حسب ما بلغ إلى «التونسية» (ضدّ من ومن أجل ماذا؟). كل السيناريوهات منتظرة خلال الساعات القادمة نتيجة غياب الوضوح بين الأطراف السياسية .