الى اين يسير النجم الساحلي؟ هذا السؤال الحائر ما انفك يطرحه بكل انشغال الغيورون على هذا الفريق وهم يرون هذا الصرح العملاق يعيش اصعب فتراته... وفي الحقيقة لم يسبق للنجم ان عاش وضعا مترديا ماديا وفنيا مثلما نراه عليه في الفترة الاخيرة... فماذا حدث لهذا الفريق وما الذي تغير بداخله حتى يتدحرج من عليائه ويضيف لرصيده خيبة أخرى؟ تعددت الاسئلة وتباينت الاجوبة فأن تكون نتائج الفريق غير مستقرة فهذا ممكن وجائز من الناحية الفنية اما ان تتعدد العثرات والخيبات في رصيد عملاق في حجم النجم.. فهذا ما لم تهضمه الاوساط الرياضية في كامل المناطق المحبة للنجم وحتى خارجها لذلك تعددت الشروح وتضاربت التأويلات وكثّرت الاشاعات وتراوحت الاتهامات بين محدودية امكانات اللاعبين وفراغ جراب المدرب دنيس لافاني وتدخل بعض المسيرين في اختياراته الفنية والبشرية وغيرها من التخمينات. «لافاني» في قفص الاتهام على اثر خروج الفريق من مسابقة كأس الاتحاد الافريقي وفشله في بلوغ المربع الذهبي تجددت القناعة لدى السواد الأعظم من احباء النجم بأن الفرنسي دنيس لافاني لا يصلح الا في دور المكون ربما.. فالرجل بعيد تماما عن واقع الفريق المطالب بلعب الادوار الاولى والسعي الى الفوز في كل مبارياته. لافاني القادم بواسطة رئيس الجمعية المتخلي رضا شرف الدين فشل فشلا ذريعا في اصلاح ما يمكن اصلاحه وان كان لا يتحمل المسؤولية كاملة.. فالفريق افرغ من قوته الضاربة بخروج عديد اللاعبين الافارقة الذين كان بوسعهم افادة المجموعة في المغامرة القارية.. بقي ان ما لا يمكن تبريره على الاطلاق هو الاختيارات التكتيكية وخاصة البشرية الخاطئة تماما لهذا المدرب حيث أصر على تشريك مصعب ساسي المحبط معنويا وواصل الاعتماد على بغداد بونجاح منفردا في الهجوم.. التيار مقطوع بين هذا المدرب وبعض اللاعبين في مقدمتهم وائل بلكحل.. بعبارة اوضح هذا المدرب اصبح غير مرحب به من اغلب اللاعبين ومن بعض الاشخاص الذين عايشوا عديد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب النجم في عديد المحطات التاريخية المهمة ولا ندري ماذا ينتظر اهل القرار لمحاسبة دنيس لافاني خاصة في ظل فشله في تحقيق الفوز في اخر اربع مقابلات النجم الاخيرة حيث لم ينتصر الفريق مكتفيا بثلاثة تعادلات وهزيمة ومسجلا هدفا وقبل هدفين. المراجعة ضرورية في ظل ما حدث لا بد لأهل القرار ان يتحركوا ويسارعوا بمراجعة بعض الحسابات في اكثر من جانب لأن الذين يصفقون صباحا مساء بدعوى المحافظة على هدوء الاجواء لا يقدرون مصلحة النجم.. فالصفعة كانت مؤلمة للجميع ولا يمكن ان تسكنها وتداويها الا مواقف واجراءات تمس صميم الداء.. لأن النجم الكبير لم يتعود على انصاف الحلول او الصغيرة والعثرات المسجلة في كأس الاتحاد الافريقي تنبئ بموسم صعب في البطولة الوطنية وهو ما لم يتعود عليه النجم حتى في اتعس ايامه. «بونجاح» ... ماذا يفعل؟ مرة أخرى تتاح الفرصة للمهاجم الجزائري بغداد بونجاح لتقديم الاضافة وانجاز المهمة التي جاء من اجلها والمتمثلة اساسا في حل عقدة الهجوم وتسجيل الاهداف وهي المهمة التي فشل فيها النيجيري موسى مازو الا ان بونجاح اكد مرة اخرى انه لا يفوق مازو في شيء وكل ما فعله في مقابلة اول امس ضد نادي سان جورج أنه قدم كرة على طبق لعصام الجبالي فشل في تسجيلها. بونجاح الذي تكلف على صندوق الجمعية في اتون الازمة المالية 600 ألف دينار بالتمام والكمال لم يسجل الا هدفا واحدا ووحيدا منذ ان وطأت قدماه فريق النجم الساحلي . «التسخين».. وترويج الاشاعات كلما حدثت نتيجة سيئة للنجم او فشل في احد المواعيد الهامة الا وتظهر الاشاعات بعضها يتعلق بالمسيرين وبعضها الآخر يمس اشخاصا اخرين.. كما تظهر اشاعات حول اللاعبين واستخفافهم بمسؤولياتهم وما شابه ذلك.. لكن هل تستند هذه الاشاعات والروايات الى اسس متينة وبراهين؟ هناك ايضا في مثل هذه الظروف اشاعات حول اطراف تريد العودة الى دفة التسيير في حين ان اصحابها هو اخر من يعلم بهذا وهناك اطراف اخرى تروج لنفسها بواسطة مجموعات من «المجندين» لهذه الخدمة. الثابت ان هناك عمليات «تسخين» حقيقية من اطراف فشلت في هذا المسعى في السابق رغم اختلاف التحالفات والنشاط عادة ما يتكثف عندما تسوء النتائج او يخفق الفريق في مناسبة ما وهو ما يكشف علاقة هؤلاء بالنجم وحقيقة ما يروجونه حول حبهم للجمعية وغيرتهم على مكاسبها وهم في الواقع لا يفكرون الا في مصالحهم.. عش بالأمل النجم في مثل هذا الوضع اصبح في اشد الحاجة للالتفاف حوله ليحافظ على تماسكه خاصة وان الفريق مقبل على مقابلتين هامتين للغاية في سباق البطولة ضد الاتحاد المنستيري هذا الخميس وضد الترجي يوم الاحد القادم والامل في كسب نتيجتهما وبذلك يضمن انطلاقة موفقة.. لأنه ان حصل عكس ذلك لا يمكن لاي احد ان يتصور طبيعة السيناريو.