يعكف احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس على البحث في قضية اعتداء بالعنف الشديد المتهم والمتضرر فيها زوجان... وحسب تفاصيل هذه القضية فإن المتهمة ارتبطت بالمتضرر منذ اكثر من عشر سنوات بموجب عقد زواج وكانت في بداية حياتهما الزوجية تتراوح بين الاستقرار والجفاء نظرا للحالة المادية للزوج حيث كان عاجزا عن توفير حاجاتها التي كانت تتزايد بطريقة مطردة خاصة بعد ان انجبا طفلين بنت وابن يعاني نسبيا من اعاقة ذهنية ... كما افاد المتضرر انه منذ ما يزيد عن سنة ازدادت الاجواء احتقانا بينهما بطريقة غير عادية الى درجة ان زوجته اصبحت لا تتاخر عن تعنيفه مستغلة عجزه بسبب ضعف بصره – شبه كفيف- وضعف بنيته الجسدية وكان يتغاضى عن ذلك من اجل ابنائه وخاصة ابنه المعاق ...لكنها في يوم الواقعة واثناء عودته الى المنزل طلبت منه مدها بالمال لكنه اعلمها انه لايملك المبلغ المطلوب فقامت بدفعه وضربه وعندما حاول التصدي لها دفعته الى ان تسببت له في كسور بالحوض وفي يده جعلته غير قادر على الحركة رغم خضوعه لعملية جراحية فتقدم ضدها بقضية ورفض التقدم بكتب اسقاط في حقه .... في المقابل بينت المتهمة انها كانت ضحية لزوجها منذ ان تقدم لخطوبتها بعد ان اجبرت على التزوج به بسبب شيكات سحبها على شقيقها اثناء «طرح قمار» واضافت انه رغم انها طلبت منه ان يتخلى عن هذا الشرط لانها كانت تستعد لعقد قرانها على خطيبها الاول رفض بشدة مما اضطرها الى ان تضحي بنفسها حتى لا يزج بشقيقها في السجن ... وقالت الزوجة ان زوجها ومنذ الأيام الأولى للزفاف كان يرفض العمل وانه كان كلما خسر في القمار يقوم ببيع الاثاث ويحول بيتها الى خراب ثم يقوم بتعنيفها كما طلب منها الخروج للعمل حتى توفر مصاريف البيت واضافت انها اضطرت رغم مستواها التعليمي المحترم الى العمل ليلا نهارا في البيوت كمعينة منزلية وكانت حينما تعود منهكة ينهال عليها ضربا وبعد ان اصيب بالعديد من الامراض بسبب تعاطيه المسكرات بجميع انواعها التي أنهكته صحيا أصبحت مطالبة بالمزيد من الشقاء لتوفر ثمن علاجه هو وابنه المعاق وهو ما جعلها تعاني من ازمة نفسية حادة. واضافت الزوجة أن يوم الجريمة طلبت منه التوجه للمصالح الادارية المختصة بغرض الحصول على مساعدة الا انه رفض وقام بشتمها بنعوت نابية واتهمها بسبب عملها كمعينة منزلية بانها تبيع عرضها من اجل الحصول على المال وهو ما اثار غضبها فدفعته دون ان تقصد ايذائه لكن بحكم اصابته بهشاشة العظام اصيب بكسور مشيرة الى أنه بالغ في وصف الاذى وان الغاية من ذلك توريطها والزج بها في السجن ملاحظة انه اتصل بعائلتها وطلب منها مبلغ 3000دينار كثمن لكتب اسقاط الدعوى المرفوعة عليها مبينة في الآن ذاته انه لا يصلح ان يكون ابا حيث قام بطرد ابنيه بحجة عدم قدرته على توفير مصاريفهما الضرورية للعيش ....