المد والجزر بين المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر وهيئة مهرجان الشعر العربي الحديث مازال متواصلا في انتظار تدخل الوزارة. ويبقى إلغاء المهرجان واردا لعدم اكتمال الاستعدادات ورفض الجمعية الارتباط بالمندوبية فقد حمل شكري ميعادي مدير المهرجان خلال الندوة الصحفية التي عقدها بتونس (لا بتوزر) المندوبية المسؤولية في ما يحدث، وقد تداولت بعض وسائل الإعلام هذا الحديث الذي أثار حفيظة رجال الثقافة بالجريد خاصة بعد أن اتهم مدير المهرجان المندوبية بالتراجع عن دعم المهرجان ,ولذلك فإن جمعيته في حل من الالتزامات المبرمة مع أساتذة وشعراء من مختلف البلدان. «التونسية» حملت كل هذه الاشكاليات الى عمر معمري المندوب الجهوي للثقافة الذي أمدنا بالتوضيحات التالية: «إن مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد الذي تم بعثه في أول الثمانينات من القرن الماضي وينتظم خلال شهر مارس (عطلة الربيع) حاد عن مساره بعد الثورة بعد أن تأخرت الدورة عن موعدها المعتاد إلى شهر أكتوبر 2011 واحتضنتها فضاءات الثقافة وكانت الإقامة بدور الشباب ثم جاءت الدورة 32 بعد أن تم تعييني مباشرة لأخذ القطار وهو يسير ودارت فعالياتها خلال شهر أكتوبر 2012 ويوم الافتتاح فوجئت باقتحام النزل من طرف مكونات المجتمع المدني رافعين شعار « توزر في حاجة للتنمية لا للشعر» ,وبعد تهدئة الوضع تواصل المهرجان على مدى أيام 18-19-20-21 أكتوبر 2012 لكن الغريب أن هيئة المهرجان عقدت جلسة يوم 20 أكتوبر 2012 واستغلت فعاليات المهرجان لتغيير اسمه وتكوين جمعية المهرجان الدولي للشعر بتوزر» . وعن تمويل المهرجان قال مندوب الثقافة: «لقد فوجئت آخر لحظة بالاستعدادات للمهرجان التي انطلقت قبل شهر ليضعنا المدير أمام الأمر المقضي حيث أعد المعلقات وقام بندوة صحفية دون إذن من المندوب أو الوزارة وأعلن عن تاريخ الدورة كما استدعى الضيوف حسب رغبته خاصة انه اعتاد التعامل معهم ليتم تبادل الزيارات ويقع تمكينه من حضور المهرجانات بالدول التي ينتمي اليها ضيوفه .وقد تصرف بصفة فردية قبل أن يتصل بالوزير طالبا الدعم مدعيا أن المندوبية تعرقل النشاط الثقافي بعد أن ألغيت تظاهرات «الأيام القصصية البشير خريف» والتي تلتئم كل سنتين وآخر مرة كانت سنة 2011 و «ملتقى الأدب والفنون» الذي احدث سنة 2012 في دورة يتيمة امتنع شكري ميعادي عن إعادة التجربة. وقد وعده الوزير بدعمه ب5 آلاف دينار إضافة إلى 5 آلاف دينار من المندوبية ,لكنه يطالب بأكثر من 25 ألف دينار لأنه يستضيف الوفود بالنزل» وأضاف : «لقد طلبنا منه أن يخصص دور الشباب لإقامة الوفود لأنها أحسن من النزل , ويخصص دور الثقافة للمواعيد الشعرية والندوات الفكرية فرفض ذلك ليسحب النشاط من مندوبية الثقافة بعد تكوين الجمعية معللا ذلك بأن الجمعية بإمكانها توفير الدعم الذاتي». الجمعية رصيدها فارغ وبسؤاله عن تمكين مهرجان الشعر من الدعم أجاب المندوب الجهوي «إضافة إلى منحة الوزارة خصصت له المندوبية 5 آلاف دينار وطلبت منه موازنة مالية ومخطط تمويل إضافة إلى مساهمة الجمعية والبرنامج وقائمة الضيوف إضافة إلى استعداداته لتمكينه من الفضاءات الشبابية والثقافية الموجودة في الجريد وقد اعتمدت على مفكرة صادرة عن وزارة الثقافة تحت عدد 48 بتاريخ 31 أكتوبر 1998 لكنه لم يقدم المطلوب ومدني بمطلب يطلب فيه تمكينه من أكثر من 25 ألف دينار مع المساهمات المتوقعة في حدود 8 آلاف دينار في حين أن الجمعية لم تشارك ولو بمليم واحد لأن الحساب الجاري به أصفار.. فمنذ تكوينها قبل سنة لم يدفع الأعضاء انخراطاتهم واشتراكاتهم لأن الجمعيات تعول على تمويلها الخاص قبل المال العمومي، وتجدر الإشارة إلى أن بلدية نفطة قامت بحركة نبيلة حيث أعدت فضاء ثقافيا بضريح مصطفى خريف إضافة إلى وجود الفضاء الشابي بتوزر، فهذه الفضاءات الممتازة لا يريد استغلالها مدير مهرجان الشعر».