قال عبد الحميد الجلاصي منسق عام حركة «النهضة» في ندوة صحفية عقدت بأحد نزل العاصمة أن المشهد السياسي في تونس بدأ يتضح شيئا فشيئا وفي طريقه الى الانفراج بعد طول الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد منذ اغتيال الشهيد محمد البراهمي في 25 جويلية الفارط. وأكد الجلاصي في الندوة الصحفية التي حضرها كل من العجمي الوريمي وعامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة «النهضة» أن حركته تدعو كل الأطراف السياسية في تونس الى تهدئة شاملة اجتماعيا، سياسيا وإعلاميا لانجاح الحو ار الوطني موضحا أن ما تحقق في الجلسات الترتيبية للحوار الوطني ايجابي. ودعا الجلاصي الى ضرورة الاعداد الجيد للحوار الوطني قائلا: «نحن ضدّ التسرع لضمان نتائج طيبة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع وفي نفس الوقت ندعو الى ضرورة التعجيل بأقصى ما يمكن والتسريع في تكوين لجنة انتخابات وتحديد مواعيد الانتخابات عبر قانون يتم سنّه من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنتخب والذي يمثل سلطة الشعب». وأقر الجلاصي بأن حركة «النهضة» دعت الى التسريع في انطلاق أشغال الهيئات الثلاث التأسيسية، الحكومية والانتخابية تمهيدا لانطلاق الجلسات الفعلية للحوار. وجدّد المنسق العام لحركة «النهضة» حرص حزبه على انجاح الحوار الوطني داعيا في نفس الوقت كل الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي أو غير المنضوية تحت قبّته الى الالتحاق في أقرب وقت ممكن بالحوار الوطني والامضاء على خارطة الطريق المقترحة من قبل المنظمات الأربع الراعية للحوار. وأشار الجلاصي الى أن جميع الأطراف السياسية تجد أنفسها اليوم أمام مسؤولية تاريخية لانجاح الحوار الوطني الذي جاء نتيجة لصعوبات كثيرة تشهدها البلاد ومخططات تحاك ضد ثورة 14 جانفي مشددا على ضرورة التخلي عن كل الأبعاد الفكرية والاديولوجية والاقتصار فقط على مراعاة المصلحة العليا للبلاد. وبخصوص النتائج الحقيقية والملموسة التي حققها الحوار الوطني في خطواته الأولى قال الجلاصي إن بناء جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين والجلوس على طاولة واحدة للحوار والوعي بأن هناك مشاكل وصعوبات حقيقية باتت تهدّد البلاد تعتبر من أهم ثمرات هذا الانجاز (الحوار الوطني). وأضاف الجلاصي أن بداية الحوار الوطني أي تاريخ 5 أكتوبر «كان حفلا مهيبا بفضل جهد الرباعي وارادة الأحزاب السياسية التي اجتمعت للتعبير عن رغبة الفرقاء في استكمال المسار الديمقراطي وتهيئة مناخات البلاد لاجراء انتخابات ديمقراطية». وبين الجلاصي أن حركة «النهضة» وجدت نفسها أمام عديد الاكراهات والالتزامات على غرار التسريع في مسار الحوار وايجاد حلول قابلة للتنفيذ وضرورة التريث للتأكد من صحة الاجراءات قانونيا مشيرا الى موافقة حركة «النهضة» على تكوين ثلاث ورشات عمل لتنسيق الجهود والتدقيق في المقترحات وهي ورشة الدستور وورشة المسار الانتخابي وورشة المسار الحكومي. وأوضح الجلاصي أن الفلسفة العامة التي باتت تتبناها حركة «النهضة» في ادارة مسار الحوار الوطني هي البحث عن مقومات وآليات تتحقق بها نظرية التلازم بين المسار التأسيسي والمسار الحكومي لضمان مرور آمن بالبلاد الى المؤسسات المنتخبة والقارة على حدّ قوله.واعتبر الجلاصي أن المناداة بالتصعيد واستعمال الشارع والمؤسسات التعليمية للزجّ بأبنائنا في التجاذبات السياسية مغامرة فاشلة داعيا في السياق ذاته الى ضرورة تحييد المؤسسات التعليمية والمساجد والنأي بها عن كل الصراعات الحزبية قائلا: «الأطراف التي تضع نصف ساق في الحوار والنصف الآخر في تهييج الشارع ستجد نفسها خارج الزمن ولن تساهم في انجاح الحوار». وللتذكير فقد افتتحت الندوة الصحفية بتلاوة الفاتحة من قبل الصحفيين والسياسيين الحاضرين ترحما على الأمنيين الذين سقطوا أمس الأول نتيجة الغدر الارهابي. وتلا عجمي الوريمي في مفتتح الندوة البلاغ الذي أصدرته حركة «النهضة» ردا على أحداث قبلاط بتاريخ 17 أكتوبر والذي أدانت فيه الحركة الفعل الاجرامي الذي أقدم عليه الارهابيون ودعت الى ضرورة توحّد جهود كل التونسيين لمساعدة قوات الأمن في القيام بمهامها. وأضاف الوريمي أن مثل هذه العمليات الارهابية لن تفشل العملية الديمقراطية في تونس. ناجح بن جدّو