التونسية (سيدي بوزيد) تعتبر منطقة الغريس الشرقية الكائنة في أقسى الناحية الشرقية لمعتمدية المكناسي ومناطق "الرضاع" و"أولاد عبد الله" و"العكارمة" من معتمدية الرقاب من أهم المناطق المنتجة لغراسات الزيتون و الخضر بأنواعها (فلفل، طماطم، جلبانة، فول، دلاع، بطيخ وبطاطا وغيرها) ما جعل فلاحيها يفكرون في إحداث مجموعة من الأسواق المحلية اليومية قرب التجمعات السكانية المحاذية للطريق الرابطة بين معتمديتي المزونة والرقاب على غرار سوق "التركي" وسوق "علي بن عمر" وسوق "بئر الغزيل" وسوق "البطومة" وقد لقيت هذه الأسواق إقبالا كبيرا من قبل التجار الذين يفدون عليها من داخل الولاية و خارجها و خاصة من ولايات الساحل و الوسط الغربي و كذلك من ليبيا و الجزائر . وعلى الرغم من ذلك فان عددا كبيرا من الفلاحين الذين يقطنون بهذه المناطق و يزودون هذه الأسواق بمنتوجاتهم الفلاحية المختلفة على مدار الفصول الأربعة قد تذمروا من صعوبات وعوائق جمة ما انفكت تواجههم وتزعجهم إلى حد كبير خلال زيارتنا إلى سوق "التركي" حيث أبدى بعض الفلاحين قلقهم من صعوبة الترويج إذ أنه في كثير من الأوقات يفوق العرض الطلب في هذه السوق فيضطرون إلى العودة بمعروضاتهم و خاصة الحساسة منها (طماطم و فلفل ...) مما يساهم في تعرض هذه البضائع إلى الإتلاف أو الذبول والتردي وبالتالي تنخفض أسعارها التي لم تعد ترض في مجملها الفلاحين حتى وإن كانت البضائع جيدة و ذلك بالمقارنة مع أسعار البيع بالتفصيل في مختلف الأسواق التونسية حيث لم تتجاوز أسعار أغلب الخضر هذه السنة مثلا ال 600 مليم في هذه السوق المحلية (التركي) في حين يرونها تباع بأسعار مضاعفة في الأسواق العادية وهذا ما لا يتوافق مع المجهودات المبذولة و غلاء الطاقة و الدواء (فسفاط، أمونيتر، نيترات البوتاس ...) وبلاستيك البيوت المكيفة الذي يصل إلى 550 دينار وارتفاع سعر الشتلات والغبار وتجهيزات الري قطرة قطرة كما أبدوا تذمراتهم من رداءة المسالك الفلاحية في منطقة أولاد عبد الله ب "الرضاع" وداخل منطقة "الغريس" خاصة أثناء وبعد نزول الغيث النافع حيث لا يقدر الفلاحون على نقل منتوجاتهم إلى السوق ولا يقدر التجار كذلك على التنقل داخل هذه المناطق للتزود بحاجياتهم من المنتوجات الفلاحية.