توتر جديد بمصحة مينياي بصفاقس التي شهدت صباح امس اجواء غير عادية بتواجد فريق حراسة لتأمين المؤسسة من ناحية مقابل قياديين من الاتحاد الجهوي للشغل والنقابيين واعوان المصحة المنخرطين في الاتحاد من ناحية ثانية انتهى بدخول المصحة وتجاوز الجدار البشري لاعوان الحراسة وبالتالي عودة الامور الى الوضع الذي كانت عليه قبل استقدام فريق الحراسة وتواصل بقاء المصحة خارج دائرة الخدمة والعمل. ومعلوم ان المشكل الذي تعاني منه المصحة قديم وتسبب في السابق في عدة اضرابات وشل لنشاط المصحة كان آخره اضراب بشهر كامل من 1 الى 30 جوان 2012 اعلن عنه الطرف النقابي باتحاد الشغل من اجل مطالب تتمثل في تطبيق التصنيف المتفق عليه يوم 20 فيفري 2012 وبمفعول رجعي للسنوات الماضية وارجاع الموقوفين عن العمل والغاء كل العقوبات واحترام حقوق المرضى في خدمات طبية لائقة واحترام كراس الشروط في انتداب الاعوان الضروريين وايضا من اجل المطالبة بإلغاء ما تصفه النقابة بالسمسرة في الطب بالمصحة وفق ما جاء في برقية الاضراب في وقت اعتبرت فيه الادارة العامة ان هذه الاضرابات غير شرعية لمخالفتها للفصلين 387 و 388 من مجلة الشغل ولأن النقابة حسب الادارة تعمدت استعمال طابع الولاية بغير وجه حق لإضفاء المشروعية على مطالبها وعلى الاضراب. وكرد فعل على ذلك الاضراب لمدة شهر كامل قامت الادارة العامة بعملية صد عن العمل منذ شهر جويلية 2012 تتجدد بانتظام لتبقى المصحة في حالة صد عن العمل لمدة 15 شهرا كاملة كان خلالها السجال قائما مع استصدار احكام قضائية بإخلاء المصحة من المعتصمين وهو أمر تم تنفيذه بالقوة العامة يوم 9 جويلية 2013 واثر ذلك تم بذل عديد المساعي من اجل تنقية المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة لتعود المؤسسة الى سالف العمل والنشاط وتم الاتفاق على ان تكون العودة بداية من يوم 1 اكتوبر 2013 لكن الامور تكهربت من جديد مع تحميل كل طرف المسؤولية للطرف الثاني ومن هنا حرصت «التونسية» ان تستمع الى الطرفين. وكانت البداية بمحمد عباس الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي قال لنا انه منذ انتخابات الاتحاد الجهوي للشغل وتكوين المكتب التنفيذي الجديد تم التوجه من اجل مد اليد الى مختلف الاطراف واصحاب المؤسسات بغية تجاوز الاشكاليات القائمة وان جلسة مطولة انعقدت مع الرئيس المدير العام لمصحة مينياي وكانت جلسة ايجابية تم خلالها الاتفاق على انه بعد انتهاء مفعول آخر صد عن العمل وذلك يوم 30 سبتمبر 2013 يباشر كل الاعوان العمل بداية من 1 اكتوبر 2013 وعبّر الطرف النقابي عن استعداده لعدم التمسك بعودة 3 عمال تمسكت الادارة بطردهم وكان ذلك بغية تجنب كل تصعيد لكن ما بدا غريبا والقول لمحمد عباس في تصريحه ل «التونسية» ان رئيس مجلس ادارة المصحة تراجع وقال انه لن يعيد الى العمل الا من يشاء وانه قام يوم 1 اكتوبر 2013 بدعوة عدد من الاعوان (في حدود الخمسين) لاستئناف العمل وتجاهل دعوة البقية وعددهم في حدود السبعين وهم المنخرطون في الاتحاد العام التونسي للشغل لكن هؤلاء العمال تمسكوا بالاعتصام داخل المؤسسة مطالبين بتشغيل الجميع او عدم عودة المصحة الى العمل الا بعد تجاوز المشكل. وبالفعل لم ينطلق العمل وبقي الاعوان يتناوبون على الاعتصام ببهو المصحة على امتداد اليوم من دون اي اشكال ولو مع زملائهم المحسوبين على شق الرئيس المدير العام للمؤسسة ولكن المفاجأة (والقول دائما للكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد عباس) انه ليلة السبت الاحد 20 اكتوبر 2013 قام صاحب المصحة بجلب فريق حراسة مصحوبا بعدد من كلاب الحراسة وقاموا بغلق الابواب ومنع العمال والاعوان والمعتصمات بالبهو من الدخول والخروج وهو امر يهدد سلامتهن وهنا تحرك الاتحاد الجهوي للشغل للدفاع عن منظوريه. من ناحية أخرى اتصلنا بممثل عن الشركة وهو الاستاذ جوهر العذار الذي قال لنا ان الادارة استلمت المصحة اثر تنفيذ حكم قضائي بالاخلاء من المعتصمين والدخلاء وان الادارة العامة قامت بإعادة تجهيز المصحة لانطلاق العمل الذي حصل بالتدريج منذ 27 سبتمبر 2013 بقبول بعض المرضى وان اتصالا حصل بين السلطة الجهوية والادارة العامة من اجل عقد جلسة مع الاتحاد الجهوي للشغل يوم الجمعة 4 اكتوبر 2013 يتم خلالها مناقشة كل النقاط الخلافية وان الغريب في الامر انه يوم 1 اكتوبر الماضي تم الهجوم على المصحة والاعتصام ببهوها وخلع الباب من طرف عناصر دخيلة عليها قامت بتسوّر السور الخارجي والدخول بقوة الى الداخل ومنع الاعوان من العمل وذلك بهدف ابقاء المصحة مغلقة خدمة لاطراف أخرى. وقال جوهر العذار إن الادارة العامة مقتنعة بأن بعض الاطراف منها اطباء ومصحات خاصة اخرى منافسة تقف وراء الاحتقان وبقاء المؤسسة مغلقة وانها تغذي الاشكال والخلاف لمصالحها الخاصة. وأضاف ان الادارة العامة لم تغلق ابواب الحوار وان الامور كانت ستشهد حلحلة ايجابية في اجتماع يوم 4 اكتوبر 2013 لكن الهجوم غير المبرر على المصحة وغلقها والاعتصام فيها يوم 1 اكتوبر اكد للادارة ان هناك من لا يريد للمصحة ان تعود للاشتغال ولذلك ارتأت الادارة العامة وذلك حق مشروع لها ان تستقدم فريق حراسة خاص يوفر فرصة العمل للأعوان الراغبين في ذلك مع عدم التعرض الى بقية المعتصمين لكن المفاجأة صباح الاحد ان الاتحاد الجهوي للشغل جاء ومعه اناس غرباء عن المصحة وقاموا بتسور الجدار والسياج الخارجي للمصحة والدخول وترويع الاعوان وتعطيل العمل بالمؤسسة خدمة لأطراف أخرى.