بين الاتحاد المنستيري والمدرب أسامة المليتي علاقة انطلقت منذ سنوات بتدريبه لصنف الأواسط ونجاحه مع هذا الصنف ثم مع الآمال مكنه من التدرج بهدوء نحو صنف الأكابر كمساعد في الموسم الفارط لشهاب الليلي قبل أن تضع فيه الهيئة المديرة ثقتها لينهي الموسم مع الفريق في المرتبة الخامسة.. واثر استقالة المدرب لطفي البنزرتي بعد ثلاث جولات من سباق البطولة عاد المليتي مرة أخرى ليضطلع بخطة المدرب الأول.. حول الظروف التي تسلم فيها مقاليد الأمور الفنية وما طلبته منه الهيئة المديرة وآفاق الاتحاد المنستير معه كان الحوار التالي مع المدرب أسامة المليتي... وجدتك صعب المحاصرة وترفض أن تتحدث الآن.. فلماذا هذا التمنّع؟ ليست مسألة تمنّع أو رفض للكلام.. بالعكس أتعاطى بشكل جيد مع وسائل الاعلام واحترم كل الأقلام النزيهة ولكنني أفضل الميدان.. أفضل أن يتحدث عني العمل الذي أقوم به وهو جوهر الرسالة المنوطة بعهدتي كمدرب تجاه فريقي من حيث الواجب الذي يتعين عليّ القيام به بمنتهى الدقة والاتقان. أذكر أنك قلت لي بعد تعيينك كمدرب أول على رأس الاتحاد المنستيري بأن سرّ قبولك للمهمة يكمن في تفاؤلك بما يوجد في الفريق.. فهل من تفسير؟ لست غريبا عن الاتحاد المنستيري الذي اشتغلت فيه لفترة محترمة خوّلت لي بأن أكون حلما بواقع هذا الفريق ومن هنا يأتي تفاؤلي بأن الفريق الكبير والعريق في حجم الاتحاد المنستيري فيه مؤشرات ايجابية للغاية تبشر بالأفضل... وهو ما جعلني أستجيب لاقتراح الهيئة المديرة التي وضعت ثقتها في أسامة المليتي الذي لن يدخر أي جهد من أجل خدمة طموحات وأهداف الاتحاد المنستيري. تحدثت عن الأهداف.. ما هي ملامح الاتفاق بينك وبين مسؤولي الاتحاد المنستيري في المرحلة الراهنة؟ هناك توافق وانسجام في العمل ومتابعة مستمرة وتواصل بين مختلف مكونات الفريق من هيئة مديرة واعية بطبيعة دورها واطار فني متكامل وجادّ في مسعاه من أجل تحسين النتائج والتأسيس شيئا فشيئا ودون تسرع لما هو أفضل ولا يجب أن ننسى بأن مشوار البطولة مازال طويلا وفي انتظارنا 27 مباراة بالتمام والكمال دون اعتبار مقابلات الكأس.. لذلك فإن التفاؤل بالمرحلة القادمة له أكثر من مبرّر في ظل تضافر جهود الجميع ودعمهم لمسيرة الاتحاد المنستيري. بدأت الموسم كمساعد للمدرب لطفي البنزرتي واليوم أنت المدرب الأول.. فكيف سيكون التواصل بين المرحلتين؟ على امتداد ثلاثة أشهر تقريبا كان هناك عمل جيّد مع المدرب لطفي البنزرتي وشهد أداء الفريق تطورا من جولة الى أخرى.. واليوم سنبني على كل ما هو ايجابي خلال الفترة التي أشرف فيها المدرب لطفي البنزرتي على حظوظ الفريق والعمل متواصل وفق رؤية واضحة المعالم قوامها تدعيم الايجابيات والسعي نحو تدارك النقائص. هل ثمة مراجعة سيعرفها الرصيد البشرى خلال الفترة القادمة؟ المراجعة ضرورية خلال ديسمبر القادم في نطاق التقييم المحكم والرصين والمركز وفق احتياجاتنا في مراكز معينة وبناء على الطموحات المرسومة ومن أسسها أن يكون الرصيد البشري مستجيبا لذلك. ماذا عن رؤيتك لتطعيم الفريق بشبان من منتوج الاتحاد المنستيري؟ الخيار ثابت وهو تصور استراتيجي يهتم بالحاضر وبالمستقبل والرهان على الشبان لا يجب أن يكون اعتباطيا لمجرد الحاق بعض اللاعبين بصنف الأكابر وكفى ولكنه رؤية مبنية على اعداد نفساني وتأهيل ذهني لهؤلاء الشبان. فعندما لا تكون هناك سياسة واضحة وتوظيف متقن لامكانات هؤلاء صلب المجموعة مؤكد لن تكون النتيجة مجدية وربما تخسر اللاعب الشاب عندما ترمي به في الأكابر دون تأهيل.. لذلك نحن نشتغل على هذا الجانب ليكون انخراط اللاعبين الشبان يسيرا ومفيدا للفريق من خلال الحرص على وضع هؤلاء الشبان في الاطار المناسب.. ولدينا برنامج في الغرض سيعطي الفرصة لكل شاب من أبناء الاتحاد المنستيري أحقية المرور الى صنف الأكابر لتحقيق الاضافة المرجوة مثلما حدث في المواسم الأخيرة مع عديد اللاعبين. خروج ركائز من طراز زياد الدربالي وماهر الحناشي وحمزة الأدب ألا تراه مؤثرا على بدايتكم في الموسم الحالي؟ الرصيد البشري تغير.. وهذه مسألة مهمة في ايجاد «التوليفة» الفنية التي نريدها والتي تتطب شيئا من الوقت.. والثابت أن الأمور بصدد التحسن وسيأخذ الفريق بإذن الله نسقه العادي وهو ما نوليه جانبا كبيرا من العناية والايجابي في ذلك أن جهود الجميع متضافرة من لاعبين واطار فني ومسيّر ليبلغ الفريق مرحلة اكتمال اللحمة والانسجام في تواصل مع ما قمنا به من عمل طيلة فترة التحضيرات وبداية الموسم مع المدرب لطفي البنزرتي حتى يكون البناء متينا ومتماسكا على كل ما هو ايجابي. أيّة رسالة تودّ أن تتوجه بها الى أحباء الاتحاد المنستيري؟ أعرف جيدا مدى ما يكنه أحباء الاتحاد المنستيري من عشق ومحبة لفريقهم وقد عملت منذ سنوات صلب هذه المدرسة الكروية العريقة وأتشرف اليوم بثقة المسؤولين في شخصي لأكون مدربا للاتحاد المنستيري وما أقوله لأحباء الاتحاد لكم أن تحكموا على عمل وما أبذله من مجهود من أجل تحسين النتائج عبر ما بدأنا فيه من عمل سيأتي أكله حتى يكون الاتحاد المنستيري في وضع ومرتبة أفضل.