قلّل جمال قمرة وزير السياحة في لقاء إعلامي عقده بالقصبة من التداعيات الحينية للعملية الانتحارية التي شهدتها مدينة سوسة على القطاع مشيرا إلى أنه لم يسجل إلى حد الآن إلغاء لحجوزات بصفة مكثفة غير أنه لم يستبعد تأثر القطاع بما حصل على المدى المتوسط. وكإجراءات وقائية أعلن وزير السياحة عن رصد الوزارة لميزانية خصوصية لإرساء منظومة أمنية صارمة داخل النزل وتركيز كاميروات مراقبة مع التعويل على انتباه التونسيين و فطنتهم في الإبلاغ عن كل التحركات المشبوهة بالإضافة إلى ضبط استراتيجية تواصل ناجعة موجهة للخارج قصد بعث رسائل طمأنة للسياح الأجانب للحد من التأثيرات السلبية على القطاع الذي بدأ يستعيد عافيته بعد الضربات الموجعة التي تلقاها بعد الثورة . وزير السياحة أعلن كذلك عن تكوين خلية أزمة تتمثل مهمتها المحورية في الإحاطة النفسية بالسياح المقيمين بالنزل وتكوين خلية أزمة أخرى داخل النزل الذي حصلت في محيطه الخارجي الحادثة مشيرا إلى أن النزل تلقى عقب العملية ب24 ساعة وفدا سياحيا متكونا من قرابة 100 سائح. قمرة الذي دعا إلى ضرورة توحد كل الأطراف من إدارة ومهنيين ومجتمع مدني من أجل الوقوف صفا واحدا لحماية السياحة التونسية من خطر الإرهاب قال إن الوزارة ستركز خلية تتكفل بالاتصال بكل الشركاء من متعهدي رحلات ووكالات أسفار بالخارج لإعلامهم بما حصل في تونس دون تزييف للحقائق أو تعتيم . وزير السياحة أكد أيضا على وجوب التفاعل مع الحادثتين (حادثة سوسة وحادثة المنستير) وتكثيف التواجد بالخارج والمشاركة في كل التظاهرات السياحية الدولية للاقتراب أكثر من الشركاء موضحا أنه سيتم تكليف وكالة الإشهار الأجنبية المروجة للوجهة التونسية لإعادة تعديل الإستراتيجية الإشهارية والاتصالية للوجهة التونسية بعد حادثتي سوسةوالمنستير ، مشيرا إلى أن الوكالة المتخصصّة في الترويج للوجهة السياحية التونسية قامت بأقلمة برنامج عملها للفترة المقبلة تفاديا لتأثيرات الأحداث الأخيرة على القطاع السياحي. وبالنسبة لنتائج الموسم السياحي الحالي قال الوزير ، إنه تم تسجيل تطوّر في عدد السياح بنسبة 5.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2012 حيث بلغ عدد الوافدين 5 ملايين و400 ألف سائح، وان المداخيل السياحية شهدت تطورا ب3 بالمائة ، في حين تمكن القطاع خلال شهر أكتوبر المنقضي من تسجيل نسبة نمو ب 25 في المائة مقارنة بشهر أكتوبر سنة 2012. وأعرب الوزير عن تفاؤله بتغيّر الأوضاع مع توضح الرؤية في الجانب السياسي ممّا سينعكس ايجابا على الجانب الاقتصادي والأمني.