التونسية (تونس) أكد أمس حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» وأحد قياديي جبهة الإنقاذ ان حركة «النهضة» لم تلتزم بالاتفاق المبرم مع المعارضة وفق بنود خارطة الطريق موضحا ان اصرار «النهضة» وكذلك حزب «التكتل» على فرض احمد المستيري لتولي منصب رئيس الحكومة يبين ان الحزب الحاكم لم يلتزم بما نصت عليه خارطة الطريق وهو أن يحظى رئيس حكومة الانقاذ المقبلة بتوافق جميع الأطراف السياسية من ترويكا ومعارضة مستطردا ان النهضة لم تعتبر بالأزمة التي تشهدها البلاد مشددا على ان هذه الأخيرة رغم امضائها على بنود الاتفاق تواصل المناورة والتعنت بنفس العقلية القديمة التي تقول «لا حل لنجاح الحوار الوطني الا بقبول مرشح النهضة» موضحا ان هذا التعنت هو ما يعيق تقدم الحوار الوطني ويجعل من فشله أمرا واقعا ولا مناص منه حسب قوله. وأضاف حمة الهمامي في اتصال مع «التونسية» ان انعدام الاعلان رسميا عن رئيس الحكومة أمس هو فشل ذريع للحوار الوطني محملا حركة «النهضة» مسؤولية هذا الفشل وكذلك مسؤولية تأزم الوضع بالبلاد مذكرا بتصريح لأحد قيادييها بأنهم «في الحكم ولن يعطوه الا لمن يثقون به» مبينا انه وفق هذه المقاييس على «النهضة» البقاء لوحدها في الحكم وتعيين رئيس الحكومة والوزراء والمسؤولين بمفردها لأنه في هذه الحالة لا جدوى من تشكيل حكومة انقاذ جديدة مستقلة ومحايدة ولا جدوى من الدخول في حوار وطني مادامت «النهضة» ستغادر الحكم لتحكم من وراء ستار» وفق تعبيره. المعارضة أخطأت عندما تنازلت على حل «التأسيسي» وشدد الهمامي على ان جبهة الانقاذ ليست «عسكر كردونة» وأنها لأجل ذلك طالبت منذ البداية بحل منظومة 23 اكتوبر 2011 كاملة ولكن مراعاة وتقديرا منها للمصلحة الوطنية وللتوافق الوطني تنازلت على المطالبة بحل المنظومة كاملة وخصوصا حل المجلس التأسيسي مؤكدا أن ما يحدث حاليا في المشهد السياسي يبين بوضوح ان المعارضة أخطأت بهذا التنازل مشددا على ان جبهة الانقاذ لن تقبل بتأجيل جديد لاختيار رئيس حكومة جديد ملمحا الى امكانية مقاطعة جلسات الحوار والانسحاب منه.