التونسية (تونس) قال ،أمس، حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على هامش إشرافه على إحياء الذكرى 63 لأحداث 21 نوفمبر 1950 في النفيضة من ولاية سوسة إنه يوجد تقدم في التوافق حول المرشح لمنصب رئيس الحكومة القادمة، مضيفا ، انه تم حصر العراقيل التي حالت دون نجاح الحوار الوطني والاتفاق على حلها على غرار قرار المحكمة الإدارية بإبطال أشغال لجنة الفرز لعضوية الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات وتراجع حركة «النهضة» عن التعديلات التي تم إدخالها على النظام الداخلي للمجلس. و أضاف العباسي انه لا يمكن لاحد توقع ما قد يحصل في البلاد في صورة فشل خارطة الطريق داعيا كل الفرقاء السياسيين إلى تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ تونس و الوعي بخطورة الوضع في البلاد موضّحا أنّ كلماته ليست من قبيل التشاؤم مشيرا الى ان «تمدّد» الحوار وطوله جعل العديد من النقابيين يلومون قيادة الإتحاد ويتهمونها بعدم الاهتمام بالارتفاع الجنوني للأسعار ممّا خلق جوا مشحونا في البلاد جعل التكهن بالمستقبل أمرا صعبا مؤكدا أنّ الإتحاد لن يتخلّى عن مطالبه الاجتماعية التي عالج عدة ملفات منها كملف المناولة. وأضاف العباسي ان الاتحاد سيطالب بعد انتهاء الحوار الوطني بفتح مفاوضات مع الحكومة للحدّ من الجباية المجحفة ضد العمال وضد الحيف في الاجور وارتفاع الاسعار من جهة أخرى أشار العباسي إلى تحرّش بعض الوزراء بالنقابيين وبالاتحاد قائلا ان ذلك غير مقبول ذاكرا وزير النقل عبد الكريم الهاروني قائلا له بالحرف الواحد: «لا نفهم سرّ العداء الشديد الذي يكنه وزير النقل للاتحاد العام التونسي للشغل ونحن تفهمنا الوضع الاقتصادي وتفهمنا الوضع في قطاع النقل لكن وزير النقل يبدي عنادا وكرها شديدا للاتحاد وأقول له ولكل من يفكر مثله إن كثيرين حاولوا إرباك الاتحاد لكنهم لم ينجحوا ونقول له يهديك ربي... افهم والاتحاد أكبر منّا جميعا .. لقد حاول غيرك ولم ينجح «فاركح يرحم بوك». و أكد العباسي في كلمته إنّ احياء هذه الذكرى يأتي إنطلاقا من الوفاء للمبادئ النقابية الأصيلة وتكريما لشهداء المنظمة العمالية الذين سقطوا دفاعا عن سيادة الوطن و أيضا لاستخلاص العبر من نضالات الأجيال السابقة عن معاني العمل النقابي الأصيل. و أضاف العباسي أنّ تعنّت الاستعمار الفرنسي و معاملاته اللاّانسانية منذ انتصابه بالتركيز على نهب الأراضي الزراعية و استباحة ثرواتها و استغلال العملة الفلاحيين و ابتزاز أهالي الأرياف التونسية دفعت بالعملة الفلاحيين إلى الانخراط بكثافة صلب نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل التونسية ومكنت من ترسيخ روح المقاومة لديهم فخاضوا نضالات بطولية ضدّ المستعمرين والشركات الاستعمارية وقوّات الاستعمار الغاشمة وكانوا في طليعة الكفاح من أجل الانعتاق الاجتماعي والتحرّر الوطني مشيرا إلى أنّه في مثل يوم أمس من سنة 1950، وأمام إصرار عمّال النفيضة على مواصلة إضرابهم الذي شنّوه من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة بالزيادة في الأجور وتطبيق القانون الأساسي المنظّم للعمل الفلاحي، وأمام اتّساع رقعة الاحتجاج الذي عمّ البلاد، أقدمت السلطات الاستعمارية على اقتراف مجزرة رهيبة ضدّ العمّال المضربين والأهالي المتعاطفين في محاولة يائسة لإخماد روح المقاومة فيهم إضافة إلى منع الزعيم فرحات حشّاد من دخول النفيضة سعيا منها لضرب الاتحاد العام التونسي للشغل وفصله عن قواعده العمالية بعد أن أظهر قدرة فائقة في تأطير الشغّالين وبقية الفئات الشعبية المفقّرة في مختلف المدن والقرى ليذكّر أنّ كلمة حشّاد المأثورة «أحبّك يا شعب» جاءت على وقع أحداث النفيضة، بعد أيّام فقط من الوقفة التضامنية التي وقفها الشعب التونسي كردّ فعل على تلك الأحداث الدامية. و أكّد العباسي أنّ النقابيين ماضون في حماية منظمتهم والدفاع عن العمّال وإنقاذ البلاد ليدعوهم إلى أن يكونوا لُحمة واحدة ضمن الإتحاد للدفاع عن حقوقهم وعن البلاد من كلّ خطر قد يتهدّدها.