استنكر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» في خطبة الجمعة الفارط التي ألقاها بمقر الحركة ككلّ أسبوع رفض بعض رموز النخبة الذين وصفهم ب «المثقفين» عودة نظام الأوقاف مشيرا إلى أنّ ذلك يعود إمّا لجهل هؤلاء بثوابت الإسلام أو لعدوانية يكنّونها لهذا الدين معتبرا أنّ هذا القانون الذي يعتبره بعضهم «عودة إلى الرجعية» هو بعد من أبعاد الثورة يمكن بواسطته إعادة السلطة للمجتمع. و قال الغنوشي إنّ «الوقف» هو منتوج من منتوجات الإسلام وفيه تطبيق لحديث الرسول الأكرم لكنّه ألغي بداية الإستقلال ضمن نظرية هيمنة الدولة على كلّ شيء لإعادة سيادتها مضيفا أنّ الإسلام يرفض الشيوعية ويحث على كسب الثروة وتوزيعها بالعدل لتكريس مبدإ الأخوّة مشيرا إلى أنّ ذلك يتطابق مع «الحبس» الذي هو أيضا نوع من أنواع إعادة توزيع الثروة بطريقة إختيارية وهو ،على حدّ تعبيره، صدقة جارية لا تنضب حسناتها شأنها شأن الولد الصالح والعلم. و أفاد الغنوشي أنّ ثلث الثروة كان حبسا جراء تسابق المسلمين في بينهم على العمل الصالح معتبرا إياه مقوّما من مقوّمات وحدة المجتمع وتعاونه والإبتعاد عن الطبقيّة والرأسمالية. من جهة أخرى تحدث الغنوشي عن مخاطر عودة التعذيب وضرورة التصدّي لذلك عن طريق تتبّع المخالفين ونشر الوعي والتمسك بالدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم مشيرا إلى انّ حالات التعذيب التي خيّل للجميع أنّها اندثرت مع قيام الثورة وسقوط النظام البائد قد عادت من جديد داعيا الجميع إلى عدم السكوت عن ذلك لكنّه أكّد على ضرورة التحقيق مع الأطراف المشتبه فيهم من أمنيين إلى حين ثبوت عناصر الإدانة دون تعميم الجرم على كافة الإطارات الأمنية مستنكرا الحملات التي تشنّ على رجال الأمن والجيش والإعتداء عليهم باسم الدين معتبرا ذلك عملا إرهابيا قائلا: «لا مكان للجهاد ...لا يمكن إستخدامه في غير موطنه لأنّ المسلم لا يواجه أخاه المسلم وبالتالي لا مكان للجهاد في المجتمع التونسي إلا الجهاد السلمي...».